الأورومتوسطي: إسرائيل تدمر مربعات سكنية بغزة ضمن هجوم لمحو المدينة

المرصد الحقوقي قال في بيان: أكثر من مليون فلسطيني محاصرون في أقل من 30 بالمئة من مساحة مدينة غزة

جنيف – مصدر الإخبارية

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات نسف وتدمير واسعة للمربعات السكنية جنوبي وشرقي وشمالي مدينة غزة، ضمن هجوم متزامن “يزحف بالتدمير الشامل والمحو المنهجي” كجزء من خطة تل أبيب لاحتلال المدينة.

وأضاف المرصد (مقره جنيف) في بيان أن “إسرائيل تنفذ خطة غير مشروعة لتدمير مدينة غزة وفرض هيمنتها العسكرية غير القانونية عليها”.

وأوضح أن العمليات الجارية تمثل “مرحلة جديدة من جريمة الإبادة الجماعية” ضد الفلسطينيين.

وفي 8 أغسطس/ آب الجاري، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لاحتلال تدريجي لقطاع غزة، حيث اعتمدت بأغلبية الأصوات ما وصفتها بـ”المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب”، وهي “نزع سلاح حركة حماس، وإعادة جميع الأسرى (الأحياء والأموات)، ونزع السلاح من القطاع، والسيطرة الأمنية عليه، وإقامة إدارة مدنية بديلة بعيدا عن حماس والسلطة الفلسطينية”.

وأشار المرصد إلى أن “أكثر من مليون إنسان يعيشون اليوم محاصرين في أقل من 30 بالمئة من مساحة المدينة، ومهددين جميعا بالتهجير القسري نحو جنوب القطاع ضمن هذه الخطة الرامية إلى محو غزة وإخضاعها للتدمير المنهجي والسيطرة العسكرية الكاملة”.

وذكر أن فريقه الميداني وثّق، فجر الأحد، تفجير الجيش الإسرائيلي روبوتا مفخخا في حي الصفطاوي شمالي مدينة غزة، عقب توغل قوة عسكرية تضم آليات وجرافة نحو منطقة أبو شرخ، حيث تم وضع الروبوت وتفجيره عن بُعد ما أدى إلى دمار واسع.

وقال المرصد، إن القوات الإسرائيلية فجرت روبوتات مماثلة في منطقة الوحيدي، بجباليا البلد، وكذلك بمنطقة الزرقاء جنوب البلدة، لتدمير المزيد من المنازل والمربعات السكنية.

كما نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية “أحزمة نارية عنيفة”(سلسلة غارات جوية) صباح الأحد، على جباليا البلد، تركزت في دوار أبو شرخ، ومقبرة جباليا النزلة، وفق ذات المصدر.

وأشار المرصد، إلى أن القوات الإسرائيلية كثفت أيضا استخدام طائرات “كواد كابتر” المحملة بصناديق متفجرات شديدة الانفجار، حيث تسقط حمولتها داخل المباني أو فوق الأسطح قبل أن تفجرها، مسببة دمارا واسعا لا يقل عن دمار الروبوتات أو غارات الطيران الحربي.

وأكد على أن فريقه وثق تدمير مبانٍ عالية ومربعات سكنية بحي الصفطاوي وجباليا النزلة خلال الأيام الماضية، رغم استمرار وجود أعداد كبيرة من المدنيين والنازحين فيها.

وأشار إلى أن عمليات مماثلة تنفذ في أحياء التفاح والشجاعية شرقي المدينة، وفي حي الزيتون جنوبها حيث دمر أكثر من 500 منزل، إضافة إلى حي الصبرة (جنوب) الذي شهد تدمير عدد من المربعات السكنية، بينها منزل عائلة أبو شريعة، الذي قتل فيه 8 أفراد بينهم 4 أطفال في 21 أغسطس/آب.

وشدد المرصد، على أن التدمير الشامل يجري بموازاة “نمط متكرر من جرائم القتل المتعمد”، عبر استهداف مباشر للمدنيين، مثل قتل الطفلين الشقيقين عوض ونادين إحسان سعد الله، السبت، إثر غارة إسرائيلية قرب مسجد حمزة في جباليا النزلة.

وأوضح أن استمرار الهجمات الإسرائيلية وشدتها المفرطة، مع ضعف إمكانيات المستشفيات والدفاع المدني، يجعل من المستحيل توثيق أعداد الضحايا بدقة.

ورجح المرصد الأورومتوسطي، أن تكون الحصيلة الحقيقية أكبر بكثير مما يعلن.

وأكد أن “ما يجري يخلّف آثاراً كارثية لا رجعة عنها على مئات آلاف المدنيين الذين يعانون أصلا من التجويع والنزوح، بينما تمحى مدينتهم مربعا تلو الآخر وسط صمت دولي”.

وحذر “الأورومتوسطي”، من أن استمرار العدوان يهدد بارتكاب “مذابح جماعية غير مسبوقة” بحق المدنيين.

وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية، وضمان امتثال إسرائيل للقانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و686 شهيدا، و157 ألفا و951 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 289 فلسطينيا، بينهم 115 طفلا حتى الأحد.