مسؤول صحي بغزة: اكتظاظ بعيادة لسوء التغذية والمجاعة في مرحلة حاسمة

وفق أحمد الفرا مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، في مقطع مصور نشرته وزارة الصحة لتوثيق الاكتظاظ في عيادة سوء التغذية

متابعات – مصدر الإخبارية

أكد مسؤول صحي في قطاع غزة، السبت، وجود اكتظاظ كبير في عيادة سوء التغذية الخاصة بالأطفال بمجمع ناصر الطبي، محذرا من أن المجاعة دخلت مرحلة حاسمة وسط إغلاق إسرائيل المشدد للمعابر أمام المساعدات الإغاثية والطبية منذ مارس/ آذار الماضي.

أفاد بذلك أحمد الفرا مدير مستشفى التحرير للأطفال والولادة في المجمع بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، في مقطع مصور نشرته وزارة الصحة لتوثيق حالة الاكتظاظ داخل عيادة سوء التغذية.

وقال الفرا، في الكلمة المصورة، إن “عيادة سوء التغذية تعمل لمدة يومين أسبوعيا وتستقبل 3-4 أضعاف الرقم المتوقع من المصابين”.

وتابع: “في كل يوم من أيام عمل هذه العيادة، يتم تشخيص ما لا يقل عن 52 حالة جديدة”.

ولأكثر من مرة، نبهت وزارة الصحة إلى وجود حالة اكتظاظ في عيادات سوء التغذية بالقطاع جراء ارتفاع أعداد الإصابة بها مع استمرار سياسة التجويع الإسرائيلية.

وتحدث الفرا عن حالة الطفلة شهد محمد زعرب، ابنة العام والنصف، والتي تتردد إلى العيادة لتلقي العلاج اللازم لإصابتها بسوء تغذية حاد.

وقال إن هذه الطفلة تزن 5.8 كيلوغرامات فقط، في حين أن المعدل الطبيعي كان يجب أن يراوح بين 11-12 كيلوغراما.

وأوضح أن الطفلة شهد “دخلت بسوء تغذية شديد فقدت إثره النسيج الشحمي تحت الجلد والكتلة العضلية”.

ووصف المسؤول الصحي الفلسطيني حالة الطفلة بأنها عبارة عن “هيكل عظمي يكسوه الجلد”.

وأكد أن الوضع الصحي والإنساني في قطاع غزة “كارثي”، محذرا من أن القطاع دخل “مرحلة حاسمة من المجاعة”.

والجمعة، قالت “المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي” (آي بي سي)، في تقرير: “تأكّدت المجاعة في محافظة غزة (شمال)، ومن المتوقع أن تمتد إلى محافظتي دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بنهاية سبتمبر (أيلول المقبل)”.

وسارعت إسرائيل إلى مهاجمة التقرير رغم اعتماده على معطيات وحقائق، زاعمة أنه استند إلى “شهادات هاتفية”.

وادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن التقرير “فيه فجوات جوهرية في الحقائق والمنهجية، واستخدام مصادر معلومات منحازة وذات مصلحة تعود إلى حركة حماس”.

وتفاقم التجويع في غزة وارتفعت حصيلة وفيات سوء التغذية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 273 فلسطينيا بينهم 112 طفلا، وفق إحصائية نشرتها وزارة الصحة الجمعة.

ورغم سماح إسرائيل قبل نحو 3 أسابيع بدخول شاحنات محدودة جدا من المساعدات الإنسانية والبضائع، لا تزال المجاعة مستمرة، إذ يتعرض معظم تلك الشاحنات للسرقة من عصابات تقول حكومة غزة إنها تحظى بحماية إسرائيلية.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة مانعة أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و263 شهيدا، و157 ألفا و365 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين.