“العمليات الحكومية” تناقش مع سفراء فلسطين سبل دعم التحرك الدبلوماسي
لوقف حرب الإبادة في غزة

شددت رئيسة غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية سماح حمد، على أهمية الحراك السياسي الذي تشهده القضية الفلسطينية حاليا، وضرورة تعزيز الرواية الوطنية في الساحات الدولية عبر جهود سفراء دولة فلسطين لدى مختلف دول العالم.
وأكدت حمد خلال اجتماع لغرفة العمليات، اليوم الأربعاء، بحضور السفير عمر عوض الله، وسفراء فلسطين لدى الدول الأوروبية، أن هذه اللقاءات تهدف إلى إطلاع البعثات الدبلوماسية على مستجدات الأوضاع الميدانية وأعمال غرفة العمليات في مجالات الإغاثة، والمساعدات الإنسانية، والإيواء، بالتعاون مع المؤسسات الأممية، وشبكة المنظمات الأهلية والقطاع الخاص.
وأشارت إلى أن كميات المساعدات التي تدخل القطاع ما زالت ضئيلة جدا، مقارنة بالاحتياجات المتزايدة للسكان، بعد أكثر من 680 يوما من أشرس حرب إبادة جماعية شهدها العصر الحديث، حيث تُستخدم المجاعة كسلاح ضد المدنيين، وارتفع عدد ضحايا الجوع وسوء التغذية إلى 266 مواطنا، بينهم 100 طفل.
ولفتت إلى أن الحكومة، من خلال غرفة العمليات، تتحمل مسؤولياتها تجاه أهلنا في القطاع منذ اليوم الأول للعدوان، وذلك ضمن خطة التعافي المبكر وصولاً إلى إعادة الإعمار.
وذكرت أن الوفد الوزاري برئاسة رئيس الوزراء محمد مصطفى قدّم خلال زيارته إلى معبر رفح تحديثات على الخطة تضمنت 56 برنامجاً موزعة على القطاعات المختلفة، تشمل 200 مشروع تم تقديمها للجانب المصري تمهيداً لمؤتمر المانحين المقبل.
وثمنت دور المملكة المغربية على “جسر المحبة المتواصل”، مؤكدة أن هذه المبادرات كان لها أثر بالغ في دعم صمود المواطنين في غزة، داعية جميع الدول إلى تقديم الدعم العاجل واللازم لأهالي القطاع.
من جانبه، أكد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية عمر عوض الله أهمية الجهود التي تبذلها غرفة العمليات، مشدداً على أنها تتماشى مع أولويات القيادة الفلسطينية في إغاثة أهالي القطاع ومنع التهجير القسري.
وأوضح أن اللقاءات الدبلوماسية ستستمر، حيث من المقرر عقد اجتماع آخر مع سفراء فلسطين في الأمريكيتين مساء اليوم.
وأشار إلى أن من بين أهداف هذه الجهود وقف حرب الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال، والدفع نحو خطوات عقابية ضد إسرائيل، بما في ذلك إعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية، خاصة بعد مخرجات المؤتمر الدولي في تموز الماضي.
وأعرب عن أمله في أن تُترجم هذه المخرجات إلى خطوات عملية خلال القمة المصغرة المقررة في أيلول المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما في ذلك تعزيز الاعتراف بدولة فلسطين.
وفي مداخلاتهم المرئية من قطاع غزة، حذّر أعضاء غرفة العمليات من الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها القطاع، حيث تتفاقم الأوضاع مع ارتفاع معدلات النزوح والمجاعة والبطالة.
وأشاروا إلى أن معدل البطالة بلغ 80%، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 83.5%، إضافة إلى تعطل معظم الخدمات العامة، وارتفاع الاحتياجات العاجلة في جميع القطاعات: الإغاثة، والصحة، والنظافة، المياه، التعليم، والصرف الصحي.
كما أدى تدمير آلاف المنشآت الاقتصادية إلى فقدان معظم العمال مصادر رزقهم، وتضاعف نسب الفقر إلى مستويات غير مسبوقة.
وعرض ممثل وزارة الصحة، تقريراً صادماً عن الوضع الصحي في القطاع، أكد خلاله أن22 مستشفى خارج الخدمة بالكامل، و16 مستشفى متضررة جزئيا من أصل 38 مستشفى.
وأشار إلى توقف 96 مركز رعاية أولية عن العمل، فيما يعمل 61 مركزاً فقط بشكل جزئي من أصل 157، لافتا إلى أن 18,855 طفلاً استشهدوا وأصيب 40,176 آخرون.
وذكر أن 1,890 من الكوادر الطبية استشهدوا واعتُقل 361 آخرون، كما تم تدمير واسع للبنية التحتية الطبية والأجهزة الحيوية، بينها أجهزة CT وMRI.
وطالبت الغرفة بتأمين ممرات إنسانية عاجلة لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود للمرافق الصحية، إلى جانب إرسال وفود طبية دولية لدعم الطواقم المحلية وإنقاذ الأرواح، وتعزيز برامج الصحة النفسية والرعاية الأولية لمنع تفشي الأوبئة.
أما في قطاع المياه، فأكدت التقارير أن نسبة الدمار وصلت إلى 85% من المنشآت الحيوية، بما في ذلك محطات التحلية والآبار ومعالجة الصرف الصحي، مع استمرار منع إدخال المعدات اللازمة للصيانة والوقود.
وانخفضت حصة الفرد من المياه إلى 3-10 لترات يومياً فقط، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية للبقاء في حالات الطوارئ (15 لتراً للفرد يومياً).
كما دعت غرفة العمليات سفراء دولة فلسطين إلى تسليط الضوء على معاناة الأطفال والنساء منذ بدء العدوان، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 62,000، يشكّل الأطفال والنساء 48% منهم، بينما يمثلون 70% من المصابين.
وأشارت الإحصاءات إلى أن 20,000 امرأة أصبحت المعيل الوحيد لعائلتها نتيجة فقدان المعيل الرئيسي.
يُذكر أن لقاءً آخر سيعقد مساء اليوم مع سفراء فلسطين في الأمريكيتين، لاستكمال التنسيق الدبلوماسي بشأن الجهود الإنسانية والسياسية.