الدفاع المدني بغزة يحذر من تبعات إنسانية خطيرة للاجتياح الإسرائيلي

الجهاز الفلسطيني حذر من سياسة إسرائيلية تهدف إلى محاصرة النازحين وسط القطاع وعرقلة الاستجابة لنداءات الاستغاثة

متابعات – مصدر الإخبارية

حذر الدفاع المدني في غزة، الأربعاء، من تبعات إنسانية خطيرة على الفلسطينيين في المناطق السكنية التي يعيد الجيش الإسرائيلي اجتياحها، وإجبارهم على النزوح نحو ما يسمى “مناطق إنسانية آمنة”.

وقال في بيان إن “هذه السياسة تهدف إلى تكريس معاناة المواطنين، وتضع أمامنا كجهة تقدم الخدمة الإنسانية عوائق عديدة في الاستجابة لنداءات الاستغاثة”.

وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني تتلقى نداءات استغاثة على مدار الساعة من مواطنين محاصرين في المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية، والتي باتت مناطق عسكرية غير آمنة.

وأضاف: “نؤكد أن طواقمنا لم تتمكن من الاستجابة الإنسانية لغالبية هذه النداءات حتى اللحظة، خاصة في مناطق الزيتون والصبرة شرق مدينة غزة، وخان يونس جنوب قطاع غزة، وجباليا شماله بسبب خطورة العمل فيها”.

ولفت الدفاع المدني في غزة إلى أن الجيش الإسرائيلي يرفض الموافقة على طلبات التنسيق للسماح لطواقمه بالعمل الإنساني في تلك المناطق.

ومنذ 11 أغسطس/ آب الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما واسعا على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري، ضمن خطة إسرائيلية لإعادة احتلال ما تبقى من قطاع غزة.

وفي 8 أغسطس، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة.

وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة عبر تهجير الفلسطينيين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.

وحذر الدفاع المدني من أن السياسة الإسرائيلية “الممنهجة” تهدف إلى محاصرة المواطنين النازحين تدريجيا في المنطقة التي تصفها إسرائيل بـ”الإنسانية”، وسط قطاع غزة.

ودعا المجتمع الدولي “للتدخل العاجل لقطع الطريق على الاحتلال، وإجباره على احترام القانون الإنساني الدولي وميثاق جنيف، ووضع حد لعمليات النزوح القسري التي تستهدف نحو مليوني فلسطيني في القطاع”.

وفي 20 يوليو/ تموز الماضي، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة “أوتشا”، إن 88 بالمئة من مساحة قطاع غزة البالغة حوالي 360 كيلومترا مربعا ويسكنها قرابة 2.3 مليون فلسطيني تخضع لأوامر إخلاء إسرائيلية تنطوي على تهجير قسري للفلسطينيين.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و122 شهيدا، و156 ألفا و758 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 269 شخصا، بينهم 112 طفلا.