لقاء بين الشيباني وديرمر والمبعوث الأميركي في باريس: بحث عدم التدخل بشأن سورية الداخلي

التقى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيليّ، رون ديرمر، وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في العاصمة الفرنسية باريس، في نقاشات تناولت عدم التدخل بشأن سورية الداخلي.

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

التقى وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيليّ، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بوساطة واشنطن والمبعوث الأميركي إلى سورية، توماس باراك، وذلك في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء.

وأكدت دمشق لقاء الشيباني وديرمر، وأوردت وكالة الأنباء السورية “سانا” ليل الثلاثاء – الأربعاء، أنه “جرى مناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري”.

وتركزت النقاشات حول خفض التصعيد وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق 1974؛ بحسب ما أفادت “سانا”.

وبحسب “سانا”، فإن هذه النقاشات تجري بوساطة أميركية، في إطار الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سورية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها.

وكانت القناة الإسرائيلية 12، قد أوردت أن “وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، سيلتقي الليلة في باريس، بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والمبعوث الأميركي إلى سورية، توماس باراك”.

وأضافت أن اجتماعهم يأتي “لمناقشة الترتيبات الأمنية على الحدود بين البلدين”، وفقًا لمصدرين مطّلعين لم يسمّهما.

وفي السياق، قال المبعوث الأميركي إلى سورية: “عقدت اجتماعا وديا ومثمرا مع الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف”.

وأضاف “ناقشنا الوضع بالسويداء، وكيفية تقريب مصالح الأطراف، وخفض التوترات، وبناء تفاهم مشترك”.

يأتي ذلك فيما كانت تقارير إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن لقاءً جديدا يُرجَّح أن يعقد بين ديرمر، ووزير الخارجية السوري، والمبعوث الأميركي في باريس. ونقلت القناة 12 حينها عن مصادر مطّلعة قولها إن “اللقاء بين ديرمر والشيباني أرجئ إلى الأسبوع المقبل، وذلك بسبب الحاجة إلى مزيد من الوقت للتحضير له بالشكل المناسب”.

وذكرت المصادر أن “إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب تحاول الوساطة بين إسرائيل وسورية من أجل التوصل إلى اتفاق لإقامة ’ممر إنساني’ بين إسرائيل ومدينة السويداء في جنوب سورية، من أجل نقل مساعدات للمواطنين الدروز”.

وأوردت القناة 12، أن “اتفاقا بين الحكومة الإسرائيلية والحكومة السورية بشأن نقل ’المساعدات الإنسانية’ إلى الدروز في السويداء، قد يشكل خطوة مهمة لبناء الثقة بين الطرفين، ويساعد جهود الولايات المتحدة في دفع ترتيبات إضافية، تمهيدا لاحتمالية تطبيع العلاقات بينهما في المستقبل”.

وأشارت إلى أن “هذا الاتفاق لإقامة ’ممر إنساني’ يمكنه أيضا المساعدة في استقرار الوضع في السويداء، ومنع حدوث أزمة إنسانية وتقليل التوتر في المنطقة”؛ وهي حجّة تحاول إسرائيل استغلالها، لتجد لها موطئ قدم في سورية، بالمناطق التي تتوغّل قوّاتها فيها.

ومنذ وصولها إلى السلطة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أقرّت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.

وتشدّد دمشق على أن هدف المحادثات احتواء التصعيد، بعدما شنّت إسرائيل مئات الغارات العدوانية على سورية، وتوغّلت قواتها في جنوب البلاد، عقب الإطاحة بالأسد.

وعُقد اجتماع سابق في باريس في أعقاب أعمال عنف شهدتها محافظة السويداء اندلعت في 13 تموز/ يوليو، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية.

وشنت خلالها اسرائيل ضربات عدوانية على أهداف في سورية، بما في ذلك القصر الرئاسي، وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.

وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 تموز/ يوليو اتفاق سورية واسرائيل على وقف إطلاق نار بينهما.