رئيس “أمان” السابق: الفلسطينيون بحاجة بين حين وآخر إلى نكبة كي يشعروا بالثمن

رئيس "أمان" بتسجيلات مسربة: "قلت قبل الحرب إن الثمن يجب أن يكون مقابل كل إسرائيلي يُقتل في 7 أكتوبر، يجب أن يموت 50 فلسطينيا. وليس مهما الآن أن يكونوا أطفالا"* غدعون ليفي: يجب تسليمه إلى لاهاي.. كمجرم حرب

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

وصف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الأحد، أقوال مسربة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (“أمان”) السابق، أهارون حاليفا، نشرتها القناة 12، أول من أمس الجمعة، أنها “ليست مفاجئة لمن سمعه من قبل”، واعتبر أن “هذا هو حاليفا. صريح، واضح، فظ، ويبدو كمن لا يهتم لأي أحد”.

وأضاف هرئيل أن “حاليفا بطبعه، واثق بنفسه، حاسم، ولا ينصت غالبا لآراء أخرى، وساهم في الكارثة”، في إشارة إلى الإخفاقات التي أدت إلى هجوم 7 أكتوبر. ونقل عن مسؤول رفيع سابق في “أمان” قوله إنه “سادت في أمان طوال سنين ’ثقافة الطواويس النرجسيين’”، أي التركيز المفرط على الذات.

وقال حاليفا في التسجيلات المسربة إنه لو أيقظوه في الليلة التي سبقت 7 أكتوبر فإن نتائج الهجوم لن تكون مختلفة. “حتى لو أيقظني رئيس هيئة الأركان العامة في تلك الليلة، كنت سأوافق على تقييمات ضابط الاستخبارات في الفرقة العسكرية والقيادة (الجنوبية للجيش) والشاباك، وأي أحد سيقول شيئا آخر هو كاذب. وحقيقة أن رئيس هيئة الأركان العامة (هيرتسي هليفي) قرر عقد تقييما للوضع في الثامنة والنصف من صباح 7 أكتوبر، يعني أن جميع الذين زودوه بمعلومات تركوا لديه شعورا بأن الأحداث غير مألوفة وليست فورية”.

وأضاف حاليفا أن قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، بنيران إسرائيلية، هو جزء من هدف الحرب. “حقيقة أن يوجد 50 ألف قتيل في غزة هو أمر ضروري ومطلوب للأجيال القادمة. أهنتم، ذبحتم، قتلتم، هذا كله صحيح. وقلت قبل الحرب إن الثمن يجب أن يكون مقابل كل واحد (إسرائيلي يُقتل) في 7 أكتوبر، يجب أن يموت 50 فلسطينيا. وليس مهما الآن أن يكونوا أطفالا. وأنا لا أتحدث انطلاقا من الانتقام. هذه رسالة إلى الأجيال القادمة. وليس هناك ما يمكن فعله، هم (الفلسطينيون) بحاجة بين حين وآخر إلى نكبة كي يشعروا بالثمن”.

وتابع حاليفا أنه قبل سنة من هجوم 7 أكتوبر، قُدمت له خطة وضعتها حماس للسيطرة على البلدات في “غلاف غزة”. وأردف أن “ضابط الاستخبارات في فرقة غزة قال لي ’إننا نعتقد أن هذه خطة لبُنية القوة العسكرية’. فأنت لا تتخيل في أكثر تخيلاتك الجامحة سيناريو كهذا في الساعة 06:29 من دون أن يكون حوله معلومات كثيرة جدا. ولذا، فإن معلومة واحدة لم تكن ستغير شيئا. وليس لديكم سيناريو كهذا أبدا، وتفسر كل ما يحدث من خلال التصور الذي لديك”.

وأضاف أنه “توجد هنا مسؤولية طوال سنوات لمفهوم إستراتيجي كامل، يقول إن العدو مرتدع، وفي موازاة ذلك سنجعله يهدأ بواسطة المال القطري. وأنا لم أدرك (الوضع) وأسلافي لم يدركونه. ومسؤولية الشاباك عن غزة على الأقل، إن لم تكن أكثر، مثل مسؤولية أمان”.

وكان حاليفا يقضي إجازة مع عائلته في إيلات، عندما تلقى تقريرا قبل ساعات قليلة من هجوم 7 أكتوبر حول “علامات مقلقة” في نشاط حماس، لكنه قلل من أهميتها وعاد إلى النوم. وفي نيسان/أبريل 2024 قدم استقالته وأعلن مسؤوليته عن الإخفاقات.

ووصف الكاتب في الصحيفة نفسها، غدعون ليفي، حاليفا بأنه “جنرال الإبادة الجماعية”، وأنه لا فرق بينه وبين نتنياهو بن غفير وسموتريتش. “في نهاية الأمر جميعهم مؤيدون للإبادة الجماعية. والفرق هو فقط بين الذين يعترفون بذلك والذين يتنكرون له. وفي معسكر الجميلين والمتنورين بنظر أنفسهم، الذي ينتمي إليه، يتضح أن حاليفا هو أحد القلائل الذين يعترفون بأنه ينبغي تنفيذ إبادة جماعية مرة كل عدة سنوات. هكذا يتحدث جنرال ’معتدل’ في الجيش الإسرائيلي. وهو ليس متدينا وليس خلاصيا”.

وتساءل ليفي “ماذا نفعل مقابل جيش يعترف قادته أنه شنوا حرب إبادة؟ كيف يعيشون مع فكرة أن الإبادة كانت منذ البداية الهدف الحقيقي والأساسي للحرب؟ وليس مجرد إبادة، وإنما إبادة جماعية مرة كل عدة سنوات. وعلى هذا، يا حاليفا، يجب تسليمك إلى لاهاي” كمجرم حرب.