نواف سلام: حديث نعيم قاسم تهديد مبطن بالحرب الأهلية وهذا مرفوض تماما
رئيس الحكومة اللبنانية حذر من "التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة"

انتقد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الجمعة، بشدة ما ورد في خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الذي رفض فيه تسليم السلاح والاستعداد لما سماه “خوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر”، واعتبره “تهديدا مبطنا بالحرب الأهلية وهذا مرفوض تماما”.
وفي وقت سابق الجمعة، قال قاسم في كلمة بثتها قناة المنار، إن “المقاومة لن تسلم سلاحها طالما الاحتلال (الإسرائيلي) قائم، وسنخوض معركة كربلائية إذا لزم الأمر بمواجهة المشروع الإسرائيلي الأمريكي مهما كلفنا ذلك”.
وأضاف في كلمته بمناسبة إحياء “أربعينية الإمام الحسين” في مدينة بعلبك (شرق): “الحكومة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عن أي فتنة داخلية وعن تخليها عن واجبها في الدفاع عن أرض البلاد”، وفق تعبيره.
وتعقيبا على ذلك قال نواف سلام في تدوينه عبر حسابه على منصة شركة “إكس” الأمريكية، إن كلام قاسم “يحمل تهديدا مُبطنا بالحرب الأهلية، ولا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماما”.
وأضاف سلام أن “الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أمريكيا إسرائيليا هو حديث مردود (..) قراراتنا لبنانية صرف (تماما)، تصنع في مجلس وزرائنا ولا أحد يمليها علينا”.
وفي 5 أغسطس/ آب الجاري، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح بما فيه سلاح “حزب الله” بيد الدولة، وتكليف الجيش بوضع خطة لإتمام ذلك خلال هذا الشهر وتنفيذها قبل نهاية عام 2025.
وبعدها بيومين، أعلنت الحكومة اللبنانية تأييدها للخطوات المقترحة في “الورقة الأمريكية”، التي تشمل حصر السلاح بيد الدولة ونشر الجيش اللبناني جنوبي البلاد، وهو تأييد جاء عقب زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك إلى بيروت الشهر الماضي، لبحث مضمون الورقة.
في السياق ذاته، لفت سلام إلى أن “اتفاق الطائف ينص بشكل صريح على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية، ولا يوجد أي حزب في لبنان مخوّل بحمل السلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية”.
و”اتفاق الطائف” وقعته قوى لبنانية في مدينة الطائف السعودية عام 1989 لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما، وبموجبه، أُعيد توزيع السلطات بين الطوائف اللبنانية لتعزيز المشاركة السياسية.
ونص الاتفاق على حلّ “جميع المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وتسليم أسلحتها إلى الدولة”، وبسط سلطة الجيش اللبناني على كامل أراضي البلاد، بما يضمن سيادة الدولة ووحدتها ويحظر وجود أي قوات مسلحة خارج إطار المؤسسات الرسمية.
وتابع سلام: “لم يطلب أحد تسليم سلاح حزب الله للعدو الإسرائيلي كما يروج البعض (في إشارة لتصريحات صادرة عن موالين للحزب)، بل إلى الجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيته (..) حذار (من) التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة”.
وكان أمين عام “حزب الله” خاطب الحكومة في كلمته قائلا: “أوقفوا العدوان وأخرجوا إسرائيل من لبنان، ولكم منا كل التسهيلات خلال مناقشة الأمن الوطني والاستراتيجي”، في إشارة إلى قرار الحكومة نزع سلاح الحزب وحصر السلاح بيد الدولة.
كما حذر الأمين العام لـ”حزب الله” في الكلمة ذاتها من أن احتجاجات الشوارع ضد تسليم السلاح “قد تصل إلى السفارة الأمريكية” في بيروت.