مدينة غزة.. هجوم إسرائيلي مكثف على حي الزيتون دمر 300 منزل في 3 أيام
أحد أكبر أحياء المدينة يتعرض لعملية عسكرية مركزة ارتكبت خلالها إسرائيل مجازر بحق مدنيين

بينما يتواصل التهديد الإسرائيلي باحتلال القطاع بالكامل، يتعرض “حي الزيتون” أحد أكبر أحياء مدينة غزة، لعملية عسكرية مستمرة منذ عدة أيام، يتخللها قصف ونسف للمنازل، أسفرت عن تهجير ومجازر بحق العائلات الفلسطينية التي ما زالت بداخلها.
الحي الواقع في المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة غزة، تعرض على مدار 22 شهرا من حرب الإبادة الجماعية لقصف إسرائيلي مكثف جوا وبرا، تسبب في تدمير مناطق ومربعات سكنية واسعة فيه.
كما احتل الجيش الإسرائيلي أجزاء منه خاصة في المنطقة الشرقية، ضمن ما أسماه بـ”المناطق العازلة” التي تمتد لمئات الأمتار داخل القطاع.
وتلاصق المناطق الجنوبية لحي الزيتون منطقة وادي غزة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، والتي يُمنع فيها الفلسطينيون من الاستقرار فيها أو التوجه إليها، إلا في نطاق الحصول على المساعدات الأمريكية المزعومة.
ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الوادي، اسم “محور نتساريم”، والذي يفصل بين شمالي وجنوبي القطاع.
وفي وقت سابق الأربعاء، صدّق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال قطاع غزة، بما في ذلك مهاجمة منطقة حي الزيتون، التي أشار الجيش في بيان إلى أنها بدأت الثلاثاء.
تدمير 300 منزل
وفي هذا السياق، قال متحدث الدفاع المدني الفلسطيني بغزة محمود بصل، في حديث للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ منذ عدة أيام عملية عسكرية مركّزة في حي الزيتون، تخللها أعمال قصف ونسف مركزة للمنازل.
وتابع بصل، إن الجيش دمر خلال الأيام الثلاثة الماضية أكثر من 300 منزل في الحي، حيث ارتكب مجازر بحق عدد من العائلات الفلسطينية، بعدما نسف البيوت على رؤوس أهلها.
وأوضح أن الجيش ينفذ أعمال النسف باستخدام قنابل شديدة الانفجار تتسبب بتدمير محيط المنزل المستهدف بهدف إيقاع أكبر قدر من الخسائر.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي شرع خلال تلك الفترة القصيرة باستهداف مكثف للمباني السكنية المأهولة، التي تتجاوز الـ5 طوابق، ما بث حالة من الرعب في نفوس قاطنيها وأجبر بعضهم على النزوح.
وأشار إلى أن عمليات الاستهداف تتم دون سابق تحذير، بينما يحاصر الجيش بالقصف والنسف المناطق الجنوبية والشرقية من الحي بشكل كامل.
وأكد أن الجيش يمنع دخول طواقم الدفاع المدني لإنقاذ الجرحى وانتشال جثامين القتلى، مشددا على أن ذلك يفاقم الوضع الإنساني.
خطة إعادة الاحتلال
ويأتي العدوان الحالي والمكثف على حي الزيتون، بعد أن أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي الأمني المصغر “الكابينت”، الجمعة، خطة طرحها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، ما أثار احتجاجات إسرائيلية اعتبرتها بمثابة “حكم إعدام” بحق الأسرى.
وعقب ذلك، ظهرت على وسائل الإعلام خلافات بين رئيس الأركان زامير ونتنياهو، ووصف الأول تلك الخطوة بـ”الفخ الاستراتيجي”.
وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير المواطنين البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية.
ويلي ذلك مرحلة ثانية تشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت إسرائيل أجزاء واسعة منها، ضمن حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
في المقابل يطرح زامير، “خطة تطويق” تشمل محاور عدة في غزة، بهدف ممارسة ضغط عسكري على حركة حماس لإجبارها على إطلاق الأسرى، دون الانجرار نحو “أفخاخ استراتيجية”.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و722 شهيدا و154 ألفا و525 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 235 شخصا، بينهم 106 أطفال.