نشر فيديو لفلسطيني ساهم في فيلم فاز بالأوسكار يوثق مقتله
وتعليقا على المقطع المصور، قال المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام لقد وثق "عودة الهذالين" حياته تحت الاحتلال وساهم معنا في إعداد فيلم "لا أرض أخرى" وآخر ما صوّره هو "جريمة قتله"

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
نشرت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، الأحد، فيديو صَوّره عودة الهذالين، الفلسطيني المشارك في إنتاج فيلم وثائقي فاز بـ”أوسكار 2025″، يوثق فيه لحظة مقتله على يد مستوطن إسرائيلي بالضفة الغربية المحتلة.
والخميس، أفرج الجيش الإسرائيلي عن جثمان الهذالين، (31 عاما) الذي قتله مستوطن يدعى “ينون ليفي”، بعد أن كانت السلطات الإسرائيلية ترفض تسليم جثمانه إلى عائلته.
وخاضت 70 سيدة فلسطينية في قرية “أم الخير” إضرابا عن الطعام لعدة أيام، لمطالبة إسرائيل بالإفراج عن جثمان الهذالين، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين.
وفي 28 يوليو/ تموز الماضي، كان الهذالين يحتج مع آخرين على التجريف الإسرائيلي لأراضي قريته “أم الخير” بمنطقة مسافِر يطا، جنوب مدينة الخليل (جنوب).
وحينها أطلق المستوطن الإسرائيلي الرصاص على الهذالين، نُقل على إثرها إلى مستشفى، ليعلن بعد ساعات عن مقتله.
وأظهر المقطع المصور، الذي حصلت عليه “بتسيلم”، وصوّره الهذالين بنفسه، المستوطن ليفي وهو يطلق النار عليه، ليقُطِع الفيديو على الفور مع سقوط الهذالين المصاب أرضًا.
وفي ذلك اليوم، اقتحم ليفي، قرية “أم الخير” بحفارة. وبينما كان السكان يحاولون إبعاده، أطلق النار على الهذالين وقتله، وفق ما نشرت “بتسيلم” عبر إكس.
وسبق أن فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات على ليفي بسبب ممارسته العنف والتهجير بحق مواطنين فلسطينيين.
وفي اليوم التالي، أفرجت الشرطة الإسرائيلية عن ليفي، ووضعته قيد الإقامة الجبرية، زاعمة عدم كفاية الأدلة ومُقرةً ادعاءه بالدفاع عن النفس.
وفي 1 أغسطس/آب الجاري، أُطلق سراح ليفي من الإقامة الجبرية، في الرابع من الشهر ذاته، وتم تصويره مرة أخرى وهو يقتحم أرض أم الخير، برفقة مستوطن مسلح آخر.
وقالت منظمة “بتسيلم” إن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، يتعرضون لعنف إسرائيلي كامل، مُجرّدين من حقوقهم الإنسانية، ومتروكين دون أي حماية.
واعتبرت المنظمة الحقوقية مقتل الهذالين “مثالًا مروعًا آخر على وقوف العالم مكتوف الأيدي بينما يقتل الإسرائيليون الفلسطينيين (جنودًا كانوا أم مدنيين) في وضح النهار، وهم يعلمون أنهم سيفلتون من العقاب تمامًا”.
وتعليقا على المقطع المصور، قال المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام: لقد وثق “عودة”، حياته تحت الاحتلال، وساهم معنا في إعداد فيلم “لا أرض أخرى”، وآخر ما صوّره هو “جريمة قتله”.
وأضاف أبراهام: “ادّعى القاتل، ينون ليفي، أنه ليس القاتل، فأطلق القاضي سراحه من الإقامة الجبرية”.
وفي وقت سابق، كشف المخرج أبراهام، أنه تلقى تهديدات بالقتل عقب فيلم وثائقي يدعى “لا أرض أخرى”، شارك في إخراجه مع مخرجين فلسطينيين ويتناول العنف الذي يمارسه المستوطنون الإسرائيليون في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنع الجيش الإسرائيلي إقامة بيت عزاء للهذالين، وأجبر المعزين والصحفيين والمتضامنين على إخلاء خيمة عزاء مقامة له، وأعلنها “منطقة عسكرية مغلقة”.
والهذالين، معلم بوزارة التربية والتعليم وأب لثلاثة أطفال أكبرهم عمره 6 أعوام، وكان أحد المشاركين في إنتاج فيلم “لا أرض أخرى”، الفائز بجائزة أوسكار أفضل وثائقي طويل عام 2025.
ويركز الفيلم على التهجير القسري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين في مسافر يطا، وما يرافقه من عمليات هدم منازل، ضمن سياسة استيطانية ممنهجة تنتهك القانون الدولي.
وبموازاة الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي والمستوطنون في الضفة، بما فيها القدس، ما لا يقل عن 1013 فلسطينيا، وأصابوا نحو 7 آلاف آخرين، إضافة لاعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.