المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة والثقافة

خلال كلمة ألقاها الأسير الفلسطيني المحرر نائل البرغوثي في افتتاح النسخة العاشرة من معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي

إسطنبول – مصدر الإخبارية

أكد الأسير الفلسطيني المحرر نائل البرغوثي، السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي حاول كسر إرادة الأسرى، لكن ردهم عليه كان عبر التمسك بالثقافة والحضارة.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح النسخة العاشرة من معرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي، الذي يقام تحت شعار “وتبقى العربية”، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر من مختلف الدول.

وقال البرغوثي، المعروف بعميد الأسرى الفلسطينيين، إن “جسر العربية للعالم هو جسر الإنسانية والجهاد والحرية والعطاء”.

وأضاف: “نقول للعالم، إن الكتاب العربي كان له فضل كبير في رفع شأن الحضارة ونشر كل ما هو إنساني، ونقف بين جناحي هذه الثقافة التي امتدت للعالم عبر جسور متعددة وآخرها الدولة العثمانية وإخواننا في الدولة الحديثة”.

وتابع البرغوثي: “من قلب الأسر جئناكم لنقول لكم الحمد لله الذي هيأ لنا أسباب الفرج وكسر القيد لنخاطبكم بعد أن غُيِّبنا في بطن الحوت عقودا من الزمان، ليس إلا لأننا نقول فلسطين عربية إسلامية حرة والقدس قبلة لكل المسلمين وأصحاب الأديان السماوية”.

وأمضى البرغوثي، أكثر من 44 سنة متنقلا بين زنازين السجون الإسرائيلية، ويعد أحد أبرز رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة، وأفرجت عنه إسرائيل في فبراير/شباط الماضي، ضمن مئات الأسرى الفلسطينيين المحررين، في إطار هدنة بين حركة “حماس” وتل أبيب.

وأشار البرغوثي، إلى أن الأسرى الفلسطينيين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب في سجون الاحتلال، ليس فقط لكونهم فلسطينيين، بل لأنهم “رسل حرية” لوطن يتألم مع كل قطرة دم تُسفك.

وقال إن “الصهيونية هي عنوان العنصرية باعتراف الأمم المتحدة والدول المتحضرة، وهي عدو للثقافة العربية والإنسانية إسلامية أو غير ذلك”.

وأردف “وبما أننا في حضرة الكتاب العربي، كما أن هناك شعراء وكتاب ومثقفون وفنانون، نقول للشعراء، إن من لم يكتب شعره على بحر غزة فلا ضرورة للشعر العربي أبدا، وإن من لا يكتب بعظام الجائعين ودماء الأطفال فلا كتابة له”.

وتوجه البرغوثي، برسالة إلى الحاضرين قائلا: “أنتم رسل الكلمة والعطاء في الإنسانية ورسل لكل سياسي تلتقون به، إن فلسطين تنتظركم جنودًا في الثقافة والميدان”.

واستذكر محاولات الاحتلال بث رسائل عن أنه “قوة لا تُقهر”، قائلاً: “لكنهم قُهروا في غزة”.

وقال البرغوثي: “كان العدو دائماً يوجّه لنا رسائل يسعى من خلالها إلى أن تصل لكل الأجيال مفادها أنهم قوة لا تُقهر، لكنهم قُهروا في غزة. وكانوا يحرصون على إلباسنا رموزاً يريدون من خلالها إيصال رسالة لكل من يرانا. هذا هو ما أرادوه”.

ثم رفع لباساً أبيض مكتوباً عليه: “أطارد أعدائي فأدركهم ولا أرجع حتى القضاء عليهم”، قائلا “ولكن كان ردّنا مختلفاً”، ثم رفع علم فلسطين، وأكمل “فكان ردّنا هو رد الثقافة والحضارة”.

وختم البرغوثي بالقول “طوفان الأقصى جاء بالأسرى إلى المنفى، ولكن نحن لسنا في المنفى بل بين إخواننا تجمعنا كلمة: الله أكبر فوق كل كيد معتدي”.