قادة الأمن بإسرائيل عارضوا خطة احتلال كامل غزة لخطرها على الأسرى

خلال جلسة "الكابينت" التي شهدت سجالات حادة بين القادة الأمنيين ونتنياهو وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية..

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أفاد إعلام عبري بأن جميع قادة الأجهزة الأمنية عارضوا خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، بسبب خطرها على حياة الأسرى والجنود.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية الخاصة، السبت، عن مصادر سياسية مطلعة لم تسمها، قولها إن جميع قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل أبدوا اعتراضهم خلال اجتماع المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” الذي استمر قرابة 10 ساعات من مساء الخميس وحتى فجر الجمعة، خطة نتنياهو لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، رغم إقرارها في نهاية الجلسة.

ووفق المصادر، حذر القادة الأمنيون من أن خطة نتنياهو ستعرّض حياة الأسرى والجنود لخطر كبير، وتقلل فرص التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس للإفراج عنهم، إلا أن المجلس الوزاري المصغر صوّت بالموافقة على تنفيذها.

كما شهدت الجلسة سجالات حادة بين نتنياهو وقادة المؤسسات الأمنية، بينهم رئيس الأركان إيال زمير، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس الموساد ديفيد برنياع، الذين أكدوا وجود بدائل أنسب وأقل خطورة.

ونقلت الصحيفة عن هنغبي قوله خلال الاجتماع، إن وقف إطلاق النار قد يتيح تحرير نحو 10 أسرى، وفق المصادر ذاتها.

وفجر الجمعة، أقرّت الحكومة الإسرائيلية خطة تدريجية عرضها نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب.

وتبدأ الخطة باحتلال مدينة غزة، عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة إلى الجنوب، ثم تطويق المدينة وتنفيذ عمليات توغل في التجمعات السكنية، تليها المرحلة الثانية وتشمل احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع التي دمرت تل أبيب أجزاء واسعة منها.

ووفق معطيات الأمم المتحدة، فإن 87 بالمئة من مساحة القطاع باتت بالفعل تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له “تداعيات كارثية”.

وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/ نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه “تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة”.

ومن كامل القطاع، بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها عبر القصف الجوي والمدفعي، وفق مسؤولين فلسطينيين.