فجوة أسعار الذهب تتسع في بورصة نيويورك بعد صدمة الرسوم

إدارة ترمب فرضت تعريفات مفاجئة على سبائك المعدن الأصفر ذات وزن كيلوغرام

وكالات – مصدر الإخبارية

قفز الفارق السعري بين عقود الذهب المستقبلية في نيويورك والسعر الفوري في لندن، عقب تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” أفاد بأن واردات الولايات المتحدة من سبائك الذهب بوزن كيلوغرام باتت خاضعة للرسوم الجمركية.

ارتفعت عقود تسليم ديسمبر- وهي الأكثر تداولاً– بشكل حاد مع افتتاح الأسواق الآسيوية يوم الجمعة، حيث قفز الفارق بينها وبين السعر الفوري إلى أكثر من 125 دولاراً للأونصة، قبل أن يتراجع إلى نحو 95 دولاراً عند الساعة 11:20 صباحاً بتوقيت سنغافورة.

هذا الفارق الكبير في الأسعار يُعد غير معتاد، ويسترجع مشهداً مماثلاً وقع في وقت سابق من العام، عندما أثارت المخاوف من فرض رسوم جمركية أميركية محتملة اضطرابات واسعة في الأسعار.

أسعار الذهب تخرج عن المسار 

عادةً ما تتحرك عقود الذهب المستقبلية في نيويورك بالتوازي مع السعر الفوري في لندن. لكن أسعار الذهب في نيويورك قفزت إلى مستوى قياسي بلغ 3534.10 دولار للأونصة قبل أن تقلص مكاسبها، كما انخفضت أسعار الذهب في لندن بنسبة 0.3% إلى 3386.21 دولار.

سبائك الذهب بوزن كيلوغرام و100 أونصة-والتي تُستخدم لتسوية غالبية العقود المتداولة في بورصة “كوميكس” بنيويورك- يُفترض تصنيفها ضمن بند جمركي خاضع للرسوم، بدلاً من إدراجها ضمن الفئة المعفاة من الرسوم، وفقاً لخطاب صادر عن هيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية بتاريخ 31 يوليو، اطلعت عليه “فاينانشال تايمز”.

أثار هذا الخبر حالة من عدم اليقين حول ما إذا كان الذهب سيُدرج ضمن أجندة الرسوم الجمركية الشاملة التي يعتمدها الرئيس دونالد ترمب.

وكانت إدارة ترمب قد أعفت المعدن النفيس من الرسوم الجمركية في أبريل الماضي، ما أدى حينها إلى انهيار الفارق السعري بين العقود المستقبلية والسعر الفوري، ووضع حدٍّ لعملية مراجحة ضخمة استقطبت نحو 850 طناً من الذهب إلى مرافق تخزين نيويورك، حيث سعى المتداولون للاستفادة من فروقات الأسعار الكبيرة.

ارتباك بشأن نطاق الرسوم

قال ديفيد ويلسون، كبير محللي السلع في بنك “بي إن بي باريبا” (BNP Paribas) إن هناك قدراً كبيراً من الالتباس بشأن ما إذا كانت القواعد الجمركية الجديدة تنطبق فقط على الواردات القادمة من سويسرا التي لم تنجح حتى الآن في إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أم تشمل جميع واردات السبائك بوزن كيلوغرام. و”الأشخاص الذين تحدثت إليهم يرون أن هناك خطأ من جانب هيئة الجمارك الأميركية، وأنها أخطأت في تصنيف الذهب”. لكنه استدرك قائلاً: “وإذا ثبت أن هذا التصنيف صحيح، فسيكون بمثابة تغيير جذري بالفعل”.

تستورد الولايات المتحدة كميات كبيرة من الذهب من سويسرا، حيث يُعاد صهر سبائك وزنها 400 أونصة وتحويلها إلى سبائك أصغر بوزن كيلو غرام، لتُستخدم في تسوية العقود المستقبلية ببورصة “كوميكس” في نيويورك، عبر آلية “مبادلة العقد المستقبلي مقابل السلعة المادية” المعروفة اختصاراً بـ EFP.

تجار يسارعون لتعزيز مراكزهم

قال ويلسون إن احتمال فرض رسوم جمركية على هذه المنتجات دفع المتعاملين إلى “تكثيف إدخال المعدن إلى الولايات المتحدة لدعم مراكزهم وفق آلية مبادلة العقد المستقبلي مقابل السلعة المادية”.

وتابع: “لهذا السبب سجلت آلية مبادلة العقود الآجلة مقابل الذهب الفعلي قفزة لافتة، وأعتقد أن ذلك–إلى جانب عوامل أخرى– ساهم في دعم أسعار الذهب. وهذا التطور يعرقل سير سوق الذهب بشكل كبير، ويُشكل تحدياً للوسطاء والبنوك التي تنفذ هذه الصفقات وتعتمد على توافر المعدن في الخزائن الأميركية”.