دلياني: الاحتلال يُنفّذ تطهيرًا عرقيًا مستلهَمًا من نماذج الإبادة في ثلاثينيات أوروبا

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ دولة الاحتلال تنفّذ سياسة تطهير عرقي تحت غطاء عسكري وسياسي واقتصادي أميركي، وبتواطؤ دولي، عبر أدوات ميدانية وإدارية مستلهمة من أنظمة الاقتلاع الجماعي التي صاغتها ألمانيا في أوروبا خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

وأوضح القيادي الفتحاوي أن المشروع الإسرائيلي الإجرامي يستهدف تفكيك الوجود الفلسطيني بالكامل، من خلال تدمير البنية التحتية المَدَنية كخطوة أساسية لفرض واقع تهجيري وبيئة طاردة لأصحاب الأرض منها. وقد أسفرت هذه الحملة العسكرية الابادية عن تدمير أكثر من ٩٢٪ من المنازل، و٩٤٪ من المدارس، وتجاوزت نسبة الدمار ٨٠٪ في المرافق الصحية، بينما تم محو الجامعات كلياً، في عملية تجريف الأسس المادية للحياة في غزة.

وأشار دلياني إلى أن دولة الاحتلال لا تقتصر في مشروعها الإجرامي على استخدام القوة الإبادية المسلحة، بل تُفعّل في موازاة ذلك مسارات دبلوماسية سرّية تهدف إلى تسويق خطة التهجير القسري نحو دول ثالثة، بالتزامن مع تشييد ما تُطلق عليه “مدينة عبور” فوق أنقاض مجتمع مدني جرى تفكيكه بالكامل. هذه المنشأة، في حقيقتها، ليست سوى معسكر احتجاز جماعي، صُمّم لضبط السكان والتحكم في تحركاتهم والتضييق عليهم، تمهيدًا لطردهم خارج فلسطين.

وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد أن مخطط التطهير العرقي الإسرائيلي، رغم ما يمتلكه من أدوات بطش وغطاء دولي، لن يُفلح في اقتلاع هوية وطنية وُلدت من رحم المواجهة، ولن يستطيع ان يجعل من غزة العِزة فراغ جغرافي منزوع الشعب والذاكرة.