يديعوت: الحكومة جمدت خطط إقامة المدينة الإنسانية برفح

محلل إسرائيلي: "تعرضنا لضربات شديدة وأكلنا الأسماك النتنة، وأصدقاءنا في العالم يسعون لطردنا من البلدة. والمأساة كبيرة للغاية لدرجة أن نتنياهو اضطر إلى التراجع والتوقف وتعليق العملية العسكرية التي أمر بشنها، والاستسلام لمطالب الأمم المتحدة"

القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:

ذكر تقرير اليوم، الإثنين، أن الخطة الإسرائيلية لإقامة “مدينة إنسانية” مزعومة، تشكل معسكرا لتجميع مئات آلاف الغزيين فيه تمهيدا لطردهم من قطاع غزة، انهارت وتوقف العمل عليها، في أعقاب تعميق حرب الإبادة والتجويع والانتقادات والضغوط الدولية في أعقابها.

وقال مصدر أمني إسرائيلي رفيع حول هذه الخطة إنه “لا يوجد قرار حول دفعها قدما ولا توجد خطة بديلة أيضا. كما أن المستوى السياسي كان متأكدا من أنه يتجه إلى صفقة مخطوفين تشمل انسحابات من محاور تُقطّع جنوب القطاع، ولذلك يبدو أنه تراجع عن هذه الخطوة. وتم وضعها جانبا في هذه الأثناء”، حسبما نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وفي سياق الانتقادات والضغوط الدولية على إسرائيل، قالت الصحيفة إنه “في الجيش الإسرائيلي فوجئوا في الأسابيع الأخيرة باكتشاف أن الحكومات الغربية، وبضمنها صديقات إسرائيل، فضلت تصديق وزارة الصحة في غزة وليس الجانب الإسرائيلي”.

ونقلت عن المصدر الأمني قوله إنه “لحق بنا ضرر هائل. والمشكلة هي أن معظم القرارات عندنا تتخذ في الدقيقة التسعين وبشكل متسرع، بدلا من المبادرة لعمليات كهذه والتخطيط لها مسبقا، وإقناع من ينبغي إقناعه في العالم ومنع أزمة كهذه ضد إسرائيل”.

تدل الأجواء في إسرائيل الآن على تراجع كبير في الحرب على غزة، بعدما أرغمت على إدخال مساعدات إلى القطاع، وحتى إدخالها بنفسها بإنزال سلاحها الجوي قسما من هذه المساعدات.

وحسب المحلل السياسي في الصحيفة، ناحوم برنياع، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تردد في بداية الحرب بشن عملية عسكرية برية في القطاع، بعد هجوم 7 أكتوبر، لكنه “جُرف خلال أسابيع إلى حالة متطرفة ثانية. ليس هزيمة الإطار العسكري لحماس فقط، وإنما إبادة حماس حتى آخر نفق وآخر مخرب”.

وأضاف أنه “في قيادة الجيش الإسرائيلي علموا أن هذه أهداف غير قابلة للتحقيق، ليس في إطار زمني يتلاءم مع التوقعات، ولا بثمن معقول ولا في الوقت الذي يحتجز فيه عشرات المخطوفين”، لكن رغم ذلك شن الجيش الإسرائيلي حرب الإبادة على القطاع.

ووصف برنياع الوضع في إسرائيل حاليا بأنه “تعرضنا لضربات شديدة، وكذلك أكلنا الأسماك النتنة، كما أن أصدقاءنا في العالم يسعون إلى طردنا من البلدة. والمأساة كبيرة للغاية لدرجة أن نتنياهو اضطر إلى التراجع والتوقف وتعليق العملية العسكرية التي أمر بشنها، والاستسلام إلى مطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وإنزال طعام، رغم أن الإنزال يجلب القليل جدا من الطعام لكن صوره مفيدة”.

وتابع أنه “بالإمكان مناقشة حجم مسؤولية نتنياهو عن إخفاق 7 أكتوبر؛ ولا يمكن تحريره من مسؤولية ما حدث منذئذ. وليس بإمكانه الادعاء أنهم لم يوقظوه، أنه أصيب بتسمم المعدة، وأن المستشارة القضائية للحكومة تقيد يديه. فغزة كلها له”.

واعتبر برنياع أن هناك عدة دروس يتعين على قيادة الجيش الإسرائيلي استخلاصها من الضغوط الدولية على إسرائيل، “وأولها عدم الانصياع إلى أفكار عديمة المسؤولية، حتى لو جاءت من جنرالات كبار مثل غيورا آيلاند. فإسرائيل لا يمكنها طرد سكان وتجويعهم. ثانيا، تعين على رئيس أركان الجيش أن يكافح من أجل تحفظاته المهنية في جميع الهيئات. فعيون الجنود تتجه إليه، وكذلك عيون عائلاتهم وعائلات المخطوفين. ليس لديهم من يمكن الاعتماد عليه سوى الجيش الإسرائيلي”.

اقرأ المزيد: مدير عام وزارة الصحة بغزة يؤكد أن الهدنة الإنسانية غير كافية ويطالب بإجراءات فورية