قصف الكنيسة الكاثوليكية من بينهما.. حدثان صدما ترامب.. هل يحركان ساكناً على الأرض؟

وكالات – مصدر الإخبارية
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، مساء الإثنين، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، “فوجئ بالقصف الإسرائيلي في سورية الأسبوع الماضي، والذي استهدف من بين أهدافه قوات النظام السوري التي دخلت محافظة السويداء”، وأضافت أن ترامب “دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى تصحيح الوضع”.
وتابعت المتحدثة الأميركية أن “الرئيس ترامب يتمتّع بعلاقة جيدة مع نتنياهو، وهما على تواصل وثيق، لكنّه صُدم من الهجمات في سورية ومن قصف الكنيسة الكاثوليكية في غزة”، مشيرة إلى أن وزير الخارجية، ماركو روبيو، كان أيضًا “منخرطًا في هذا المسار”.
وأضافت المتحدثة: “في الأيام الأخيرة، هناك تقارير عن مقتل المزيد من الأشخاص في غزة، والرئيس لا يحب رؤية ذلك أبدًا”، وأكدت أن “رسالة ترامب بشأن الصراع في الشرق الأوسط، خصوصًا في الأيام الأخيرة، أنه بلغ مستوى عاليًا من الوحشية، وهو يريد أن يتوقف القتل، وأن تبدأ مفاوضات من أجل وقف إطلاق نار في المنطقة، وأن يتم الإفراج عن جميع الرهائن”.
وقالت إن الإفراج عن الرهينة الأميركي الحي الأخير، عيدان ألكسندر، في أيار/ مايو الماضي، “جاء نتيجة الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإدارة”، واعتبرت أن هذه القضية “إرث من الإدارة السابقة، والرئيس يركّز على حلها”.
وعلى صلة، قال المبعوث الأميركي إلى سورية، توماس باراك، إن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سورية وقعت في “توقيت سيّئ”، معتبرا أن “إسرائيل تفضّل أن ترى سورية ممزقة ومقسّمة بدلاً من أن تسيطر عليها دولة مركزية قوية”.
وجاءت تصريحات باراك، الذي يشغل أيضا منصب السفير الأميركي في أنقرة، في مقابلة أجراها مع وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية من العاصمة اللبنانية بيروت، الإثنين، أكد خلالها دعم الولايات المتحدة للحكومة السورية، موضحا أن “لا خطة بديلة” سوى التعاون مع السلطات القائمة، وأضاف: “الحكومة تبذل قصارى جهدها رغم محدودية مواردها”.
وفي تعليقه على أحداث السويداء، قال باراك إن بلاده “ترفض القتل والمجازر من كلا الجانبين”، مشيرا إلى أن الصراع بين عشائر بدوية ومجموعات درزية منذ 13 تموز/ يوليو، فاقم حالة عدم الاستقرار.
ولفت إلى أن إسرائيل لم تُجرِ أي مشاورات مسبقة مع الولايات المتحدة بشأن الهجمات على الأراضي السورية، مضيفا: “واشنطن لم يكن لها أي دور في هذا القرار، وتوقيت التدخل الإسرائيلي كان سيّئا وخلق فصلا جديدا من الالتباس”.
وأكد أن إسرائيل ترى أن أي تحرّك عسكري جنوبي دمشق يجب أن يتم بالتنسيق معها، بينما “الحكومة الجديدة في سورية لا تشاركها هذا الرأي”. وتابع أن “كافة الأقليات في سورية تفضل وجود نظام مركزي”.
وأشار باراك إلى أن التصعيد الإسرائيلي الأخير جاء بذريعة “حماية الدروز”، بعدما تحرّكت قوات حكومية سورية نحو السويداء لفرض الأمن، وتعرّضت لهجمات من مجموعات درزية مسلحة، أسفرت عن مقتل عشرات الجنود، على حد تعبيره.
وفي إطار جهود احتواء التصعيد، أعلنت الحكومة السورية التوصّل إلى أربعة اتفاقات لوقف إطلاق النار في السويداء، آخرها مساء السبت. ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد 24 عامًا في الحكم، تبذل الإدارة السورية الجديدة “جهودًا مكثفة لإعادة ضبط الأمن في البلاد”، بحسب باراك.
وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع الأكرات، أوضح باراك أنه التقى في 19 تموز/ يوليو الجاري بفرهاد عبدي شاهين، قائد “قوات سورية الديمقراطية”، وقال إن التوتر في السويداء “لن يؤثر سلبًا على المفاوضات الجارية” بين الحكومة والتنظيم، متوقعا حدوث “تحوّل إيجابي في الأسابيع المقبلة”.
يُذكر أن الرئيس السوري أحمد الشرع وقّع في 10 آذار/ مارس الماضي اتفاقًا مع شاهين لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن إدارة الدولة، بما يشمل المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز، مع التأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وبشأن إمكانية توقيع اتفاق دفاعي بين سورية وتركيا، قال باراك إن “الولايات المتحدة لا تملك موقفًا محددًا حيال ذلك”، مضيفا: “ليس من شأن الولايات المتحدة أن تملي على الدول المجاورة ما يجب عليها فعله”.
اقرأ/ي أيضاً: كاتس يهاجم الشرع ويقول إنه “لا يثق به”