إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة خلال محاولته الانتحار داخل قاعدة للتدريب

الرابع خلال أيام

القدس المحتلة-مصدر الإخبارية

أفادت القناة 12 العبرية، أن جنديا من وحدة المظليين في جيش الاحتلال، حاول الانتحار بإطلاق النار على نفسه داخل قاعدة التدريب، وحالته خطيرة جدا.

وأشارت القناة العبرية، إلى أن هذه هي الحالة الرابعة في محاولات الانتحار في صفوف جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عشرة أيام، حيث تم نقل الجندي إلى المستشفى في حالة خطيرة جدا.

وأول أمس الاثنين، أقدم جندي إسرائيلي يخدم في لواء “ناحال” على الانتحار داخل قاعدة عسكرية في منطقة الجولان السوري المحتل.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الشرطة العسكرية باشرت بالتحقيق في ظروف الانتحار، وإن نتائج التحقيق ستُحال إلى النيابة العسكرية فور استكمالها. وأضاف أنه تم إبلاغ عائلة الجندي بالحادث.

يُشار إلى أن هذه الحادثة تأتي بعد انتحار جندي (24 عاما) يخدم في قوات الاحتياط وشارك لمدة عام في الحرب، وكان قد فقد اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر.

كما تم العثور، الأسبوع الماضي، على جندي ثالث وقد فارق الحياة، دون السماح بنشر اسمه، وتبين أنه لقي مصرعه إثر إقدامه على الانتحار.

وأظهرت معطيات غير رسمية ارتفاعا في عدد الجنود الإسرائيليين الذين أقدموا على الانتحار منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، مقارنة بالسنوات السابقة.

فقد انتحر سبعة جنود بين أكتوبر ونهاية العام 2023، ثم ارتفع العدد إلى 21 حالة في عام 2024، وسُجلت منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن 15 حالة انتحار على الأقل.

وبحسب مصادر عسكرية نقلت عنها تقارير عبرية، فإن معظم حالات الانتحار في سياق الحرب كانت في صفوف جنود الاحتياط أثناء الخدمة الفعلية.

ووفق تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن الآلاف من جنود الاحتلال يعانون من اضطرابات نفسية شديدة أو أمراض عقلية ناجمة عن الصدمات التي تعرضوا لها أثناء الحرب، وأدت في حالات عدة إلى الانتحار.

ونقلت الشبكة الأمريكية، عن جنود في جيش الاحتلال قولهم إنهم شهدوا أهوالا لا يمكن للعالم الخارجي فهمها بشكل كامل، حيث يقدم التقرير لمحات نادرة عن وحشية الحرب، التي يقول منتقدو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يريدها بلا نهاية، وعن الثمن غير المباشر الذي يدفعه الجنود المشاركون.

وتعد الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة هي أطول حرب تخوضها قوات الاحتلال منذ عام 1948، ومع توسع الحرب إلى لبنان يقول بعض الجنود إنهم يخشون أن يتم تجنيدهم في صراع آخر.

ويقول أحد الأطباء في جيش الاحتلال بعد خدمته لأربعة أشهر في غزة، إن “الكثير من الجنود خائفون للغاية من التجنيد مرة أخرى للمشاركة في حرب بلبنان، كثيرون منا لا يثقون بالحكومة في الوقت الحالي”.

ويقول طبيب من جيش الاحتلال للشبكة الأمريكية، إن الجنود يواجهون معضلات أخلاقية حين يلتقون بالمدنيين في غزة، حيث إن هناك فكرة مسبقة عند الجنود بأن سكان غزة “سيئون، وأنهم يدعمون حماس، وأنهم يساعدون حماس، وأنهم يخبئون الذخيرة”، ولكن في الميدان تغيرت بعض هذه المواقف “عندما ترى المدنيين في غزة أمام عينيك بالفعل”.

من جانبه يقول أستاذ العلوم السياسية في كينغز كوليدج لندن، أهرون بريغمان، والذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة ست سنوات، بما في ذلك خلال حرب لبنان عام 1982، إن حرب غزة لا تشبه أي حرب أخرى خاضتها “إسرائيل”.

ويضيف بريغمان، أن “الحرب طويلة جدا، ويقاتل الجنود في منطقة حضرية بين العديد من الناس، والغالبية العظمى منهم من المدنيين”، لافتا إلى أن سائقي الجرافات هم من بين أولئك الأكثر تأثرا من وحشية الحرب.

ويتابع: “ما يرونه هو جثث، ويقومون بجرفها مع الحطام. إنهم يمرون فوقها والانتقال من ساحة المعركة إلى الحياة المدنية أمر مرهق بالنسبة للعديد من الأشخاص، وخاصة بعد الحرب في المدن التي تنطوي على مقتل النساء والأطفال”، متسائلا: “كيف يمكنك أن تضع أطفالك في الفراش عندما رأيت أطفالا يُقتلون في غزة بهذه الطريقة الدامية؟”.

ووفق معطيات نشرتها إدارة إعادة التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي، تبين أن أكثر من ثلث الجنود الذين تم إبعادهم من القتال يعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية، حيث أوضحت في بيان صدر في أغسطس الماضي، أنه في كل شهر يتم إبعاد أكثر من ألف جندي جريح جديد من القتال لتلقي العلاج.

وتقول المعطيات إن 35% من الجنود يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، بينما يعاني 27% منهم رد فعل عقلي أو اضطراب ما بعد الصدمة، وبحلول نهاية العام من المرجح أن يتم قبول 14 ألف جندي جريح لتلقي العلاج، ومن المتوقع أن يواجه حوالي 40% منهم مشاكل في الصحة العقلية.

اقرأ/ي أيضا: هآرتس: تصاعد معدلات الانتحار في صفوف الجنود الإسرائيليين