وجبات بلا مكونات.. المكملات الغذائية تصير طعامًا في بطون الجوعى

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
تحاول بتول المصري تبتكر وجبة تسد رمق أطفالها الأربعة، بتحضير وجبة من العدس بووضع بعض المكملات الغذائية المهروسة المكونة من الخضار إلى وعاء تطبخ فيه العدس على النار.
تقول بتول لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “اضطريت استخدم المكملات الغذائية للطعام كالأرز والعدس غذاء للأطفال لعدم توفر اللحوم والخضروات والفواكه في الأسواق المهم أطفالنا ياكلوا في المجاعة التي نعيشها منذ أشهر”.
وتضيف: “مع اختفاء السلع الغذائية باتت المكملات هي الخيار الوحيد للأطفال، نحاول التكيف مع هذه الأزمة التي تزداد قسوة علينا، فباتت هذه المكملات تستخدم وجبات لعائلات كاملة”.
وتشير إلى أنّ هذه الطريقة اتبعتها بعد أن شاهدت صديقتها تستخدم المكمل المهروس بالخضار للوجبات الطعام، فاستخدامه هو حل مؤقت لتوفير حد من أدنى الغذاء للكبار والصغار.
ومع اشتداد المجاعة وغياب اللحوم الخضروات عن الأسواق، لجأت النساء إلى طرق مبتكرة لتجاوز هذه المرحلة منها المكملات الغذائية لإعداد وجبات والحلويات.
لا رفاهية للاختيار
نسرين المقيد هي الأخرى قررت استخدام المكمل الغذائي لإعداد كيكة بسيطة لأطفالها الذين يشتهون الحلويات وطلبهم المستمر، ونجحت في إعدادها لسد احتياجات العائلة في ظل المجاعة.
تروي نسرين وهي أم لطفلين: “أكثر ما يوجع في هذا الوضع هم الأطفال الذين يطلبون أشياء مفقودة في الأسواق، فبنحاول نخترع أكلات تسد رمقهم في المجاعة”.
وتبيّن أن اللجوء إلى هذه المنتجات بفعل غلاء السكر إلى 350 شيكل، على الرغم من خطورتها خلال وضعها على النار ولكن لا نملك رفاهية الاختيار، فنضطر نستخدم المتوفر في الأسواق.
وتؤكد أن المكملات الغذائية ليس خيارًا صحيًا بقدر ما هو حيلة من أجل البقاء وحيلة للصغار كي لا يشعرون بالجوع والتغيير في نوعية الطعام مثل الحلويات وإضافة المكملات عليها بدلًا من السكر.
والمكملات الغذائية تنقسم إلى صنفين: الأحمر: غذاء علاجي جاهز للأكل، يعطى للأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، الأصفر: مثبت غذائي وقائي، يُقدم للأطفال من 6 أشهر حتى 5 سنوات، وللنساء الحوامل والمرضعات.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المكملات الغذائية ليست بديلًا عن الغذاء الحقيقي، بل تُستخدم في بيئات غذائية متكاملة، لا في مناطق التجويع.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فإن الجوع مريع يتفاقم في غزة، وهناك حالات إغماء في الشوارع، وتوزيع مهين للمساعدات، ونظام يُجرد العائلات من إنسانيتها.
وتبعًا لإحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في القطاع نتيجة نقص الغذاء وشح المياه، وتدهور أوضاع المنظومة الصحية.
اقرأ/ي أيضًا: مطبخ المجاعة: ابتكارات النساء في زمن اللاشيء