دوامة المساعدات ووجود الجيش.. لماذا تفشل مفاوضات غزة حتى الآن؟

الدوحة – مصدر الإخبارية

رغم تواصل المفاوضات غير المباشرة في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحركة حماس، إلا أن الجهود المكثفة المدعومة أميركيًا لم تثمر حتى الآن عن أي اختراق حقيقي في ملف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر دبلوماسية متطابقة مساء الإثنين.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع خلال إحاطة إعلامية لوسائل إعلام عبرية، إن “فريق التفاوض الإسرائيلي يواصل محادثات التقارب مع الوسطاء في الدوحة حتى هذه اللحظات”، نافيًا صحة “التقارير التي تحدثت عن تعثر أو فشل الجولة”.

في المقابل، أكدت مصادر فلسطينية مطلعة أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة انتهت دون تقدم يُذكر، مشيرة إلى أن “رفض إسرائيل السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بأمان” يمثل العقبة الجوهرية الأبرز أمام تحقيق أي تقدم فعلي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي “كان 11” أن مصدرًا من محيط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حذر من أن “غياب ضغط أميركي كافٍ قد يؤدي إلى فشل التوصل إلى صفقة خلال الأسبوع الجاري”، رغم استمرار المفاوضات بما يشبه الحوار المكوكي بين الجانبين.

وفي السياق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “تحرير الرهائن ما زال من أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب”، مشيرة إلى أن المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى الدوحة لاستكمال المباحثات مع الطرفين، وسط رغبة أميركية واضحة بتحقيق اختراق سياسي وإنساني.

مصادر مقربة من غرف التفاوض كشفت أن الخلافات الجوهرية بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني تتمحور حول نقطتين رئيسيتين:

إسرائيل ترفض فتح المجال بالكامل للمساعدات الإنسانية، وتصرّ على بقاء الآلية الحالية التي تمر عبر إشرافها العسكري المباشر.

الحفاظ على الوجود العسكري الإسرائيلي في محوري موراغ وصلاح الدين ومدينة رفح جنوب القطاع خلال فترة التهدئة المرتقبة، وهو ما تعتبره حركة حماس انتهاكًا للسيادة ومخالفة لأي تهدئة حقيقية.

وأشار مسؤول فلسطيني مطلع لـ”فرانس برس” إلى أن “اللقاء الصباحي ليوم الإثنين انتهى دون إحراز تقدم”، مضيفًا أن “جلسة جديدة ستعقد مساء اليوم في محاولة لتقليص فجوة الخلافات المتبقية”.

من جهتها، نقلت “رويترز” عن مصدرين فلسطينيين أن استمرار رفض إسرائيل إدخال المساعدات بحرية وأمان إلى القطاع يبقى عقبة مركزية تعيق التقدم في المفاوضات الجارية.

في موازاة ذلك، تستعد إسرائيل لسلسلة لقاءات سياسية رفيعة في واشنطن، حيث وصل نتنياهو إلى العاصمة الأميركية فجر الإثنين، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس ترامب، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث ويتكوف، وسط ترقب أميركي حذر لمصير الهدنة ومسار تطبيع محتمل مع دول عربية.

وذكرت “كان 11” أن الإدارة الأميركية تسعى لرؤية خريطة طريق واضحة لإنهاء الحرب، لكن دون الإبقاء على حماس في السلطة داخل قطاع غزة، مؤكدة أن الحديث عن تقدم في مسار التطبيع لا يزال مبكرًا، ويحتاج إلى خطوات إضافية على الأرض.

وكان ترامب قد قال في مؤتمر صحفي مساء الأحد:

“هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق، أخرجنا بالفعل عددًا من الرهائن، ونتوقع أن يتم إطلاق عدد إضافي هذا الأسبوع”.

اقرأ/ي أيضاً: رد حماس يفتح مسارًا جديدًا للمفاوضات.. والقاهرة تؤكد: العمل جارٍٍ للوصول لاتفاق شامل