اتهامات للجامعة العبرية بالتواطؤ مع حملة تحريض ضد طلبة عرب عبّروا عن رفضهم للحرب

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية 

تعرض عدد من طلبة التمريض في الجامعة العبرية بالقدس خلال الأيام الماضية، لمواقف عنصرية وتهديدات بالطرد إلى جامعات غزة، ومطالب بالاعتذار من جنود الجيش الإسرائيلي لمجرد تعبيرهم عن موقفهم الرافض للحرب على غزة.

وأبرقت اللجنة المشتركة للحركات الطلابية الفلسطينية في الجامعة، رسالة رسمية إلى إدارة الجامعة، أكدت فيه أن صمت المؤسسة الأكاديمية يُعد تواطؤا صريحا، وطالبت بإدانة علنية فورية للتحريض، ووقف “تحقيقات الاستيضاح” التي يجريها طلاب يهود ضد الطلبة العرب.

وقال سكرتير “جفرا” – التجمع الطلابي في الجامعة العبرية، عبد الحميد أبو غوش، لـ”عرب 48″، إن “عددًا من الطلبة العرب في قسم التمريض يتعرضون مؤخرًا لمواقف عنصرية من قبل الطلبة اليهود عبر المجموعات التعليمية على تطبيق ’واتس آب’، ومن بين هذه المواقف أن طالبة أرسلت دعوة للمشاركة في وقفة مرخصة ضد الحرب على غزة كانت في يوم 7 نيسان/ أبريل، وبسبب هذه الدعوة هدّد طلبة من اللجنة الطلابية الطالبة العربية، وأبرقوا رسالة إلى الجامعة يدّعون فيه أن دعوة الوقفة مست بمشاعرهم، مطالبين الطالبة بالاعتذار من جنود الجيش الإسرائيلي”.

وتابع “هناك مواقف عديدة أخرى مشابهة وصلت إلى حد إبراق رسائل إلى الجامعة، حتى وصل الأمر إلى تقديم شكوى للجامعة ضد طالبة بسبب ملصقات على حاسوبها المحمول متعلقة بالقضية الفلسطينية، فضلًا عن سيل الشتائم والتحريض العنصري الذي انهال على غزة والطلبة العرب، ناهيك عن العنصرية البنيوية المتغلغلة في كافة تعاملات الجامعة مع الطلبة العرب، فالطالب العربي يبقى مدانًا حتى يثبت عكس ذلك!”.

وأشار أبو غوش إلى أن “الحركات الطلابية الفلسطينية في الجامعة تنظر إلى هذه التطورات على أنها استمرار للعنصرية الموجودة في هذه الدولة وكل مؤسساتها، وفي هذه المرحلة على وجه الخصوص هنالك محاولات غير مسبوقة لقمع حرية التعبير، إذ يكون العربي في نظر الطلبة اليهود والمؤسسات الرسمية مدانًا ومجردًا من الهوية والمشاعر تجاه قضايا شعبه”.

وبشأن تحرك الحركات الطلابية الفلسطينية، قال أبو غوش إنه “تباعًا للمواقف العنصرية المتلاحقة، أبرقنا رسالة إلى الجامعة باسم اللجنة المشتركة للحركات الطلابية الفلسطينية، طالبنا فيها بمحاسبة الطلبة المحرضين، وأرفقنا ضمن الرسالة توثيقات للتحريض والمواقف العنصرية التي تعرض لها الطلبة العرب، وحتى اللحظة لم يرد أي تعقيب أو إجراءات فعلية من الجامعة في هذا الصدد”.

وتطرق إلى التغييرات التي طرأت على واقع الطلبة العرب منذ بداية الحرب على غزة، بالقول إن “المجتمع الإسرائيلي لم يهاجم شعبنا فقط في ساحة القتال في غزة والضفة، إنما في كل مكان منها المستشفيات والجامعات والمؤسسات الرسمية والأماكن العامة. كلها تحولت إلى ساحات حرب”.

وختم أبو غوش بالقول “في الجامعات يتجند الطلبة اليهود بشكل مباشر لمحو كل ما هو عربي وفلسطيني، ونشهد حتى الآن ممارسة هؤلاء الطلبة لعقيدتهم الحربية تجاه الطلبة العرب، وكأن العلاقة ليست علاقة طالب بطالب إنما علاقة سيد بشخص أدنى بدرجات”.

وأصدرت اللجنة المشتركة للحركات الطلابية الفلسطينية بيانا أوضحت فيه تفاصيل نص الرسالة التي قدمته لإدارة الجامعة، حيث جاء فيه “بالفترة الأخيرة زملائنا وزميلاتنا في قسمِ التمريض يعيشون تحتَ هجمةٍ مسعورةٍ ومنظّمةٍ من التحريضِ والعنصريّة: سيلٌ من الشتائم في مجموعات ’واتس ‌آب’، تهديداتٌ صريحةٌ بالطرد ’إلى جامعات غزّة’، وإملاءاتٌ مهينةٌ ’للاعتذار من جنود الجيش الإسرائيلي’ فقط لأنهم عبّروا بلغةٍ إنسانيّةٍ وقانونيّة عن رفضهم للحرب وقتل المدنيّين”.

وتابع البيان “الأخطر من ذلك أنّ بعضَ أعضاءِ اللّجنة الصفيّة، الذين يُفترض أن يتعاملوا بمساواة ومهنية، تحوّلوا إلى ’شرطةِ أفكار’، يجمعون ملفّاتٍ ضدّ الطلبةِ العرب في محاولةٍ لجرّهم إلى مسارٍ تأديبيٍّ خارج كلّ إطارٍ قانونيّ”.

وأكمل “إزاءَ هذا الواقع، سلّمت اللجنةُ المشتركة للحركاتِ الطلابيّة الفلسطينيّة صباح الأمس رسالة رسمية إلى إدارة الجامعة. أوضحنا فيها أنّ صمتَ المؤسّسةِ الأكاديميّة تواطؤٌ صريح، وطالبنا بإدانةٍ علنيّةٍ فوريّةٍ للتحريض وبوقفٍ مطلقٍ لما يسمّى ’تحقيقات الاستيضاح’ التي يجريها طلابٌ ضدّ زملائهم العرب، وعدم فتح أيّ ملاحقةٍ تأديبيّةٍ بحقّ الطلبةِ الفلسطينيّين لأنه لا يوجد أساس لذلك. شدّدنا كذلك على أنّ حريّةَ التعبير بما في ذلك حقّنا في استعمال لغتنا العربية، رغم التحريض المستمرّ عليها قيمةٌ أكاديميّةٌ غير قابلةٍ للمساومة، وأنّ أيَّ اعتداءٍ أو تهديدٍ على خلفيّةٍ قوميّة يستوجب مسارَ مساءلةٍ وإدانة واضحة ضدّ المحرِّضين، لا ضدّ الضحايا”.

وشدد البيان على أنه “ذكّرنا الإدارة بأنّ جامعةً تتفاخر بتصنيفها العالمي وتدعي حماية حريّة الرأي لا يمكنها السماحَ لطالبٍ أو لمحاضرٍ أن يتعاملَ مع العرب وكأنهم متَّهَمون دائمًا، بينما تُمنَح الروايات الأخرى حصانةً بلا أيّ فحصٍ أخلاقيّ أو قانونيّ. وإن كانت الأكاديميةُ حقّا فضاءً للفكر الحرّ، فعليها أن تُثبتَ ذلك وتصدر: بيانُ إدانةٍ رسميّ، حمايةٌ فوريةٌ لطلبتنا، وتحقيقٌ شفافٌ يكشف كلَّ ممارسةٍ عنصريّة ويعاقبُ مرتكبيها”.

وختمت اللجنة المشتركة للحركات الطلابية الفلسطينية، رسالتها بالقول “نحن نأسف بأننا نضطر إلى تكرارِ المطالبة بحقوقنا الاساسية وهذا يكشف عمقَ الانحرافِ الأخلاقيّ والمهنيّ في إسرائيل تجاه كلّ ما هو عربيّ وفلسطينيّ. ومع ذلك، فإنّ وحدتَنا قوّتُنا، وكلمتَنا لن تُقصى. سنواصل فضحَ كلّ انتهاكٍ والدفاعَ عن حقّنا في تعليمٍ آمنٍ وعادلٍ”.

اقرأ/ي أيضاً: رئيس جامعة هارفارد يحظى بتصفيق حار لدفاعه عن حرية التعبير