فلسطين والنمسا تبحثان وقف الإبادة الإسرائيلية في غزة
خلال لقاء وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين اغابكيان شاهين مع وزيرة الشؤون الأوروبية والدولية النمساوية بياته ماينل رايسينغر بمدينة رام الله

بحثت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين اغابكيان شاهين، الأربعاء، مع وزيرة الشؤون الأوروبية والدولية النمساوية بياته ماينل رايسينغر، جهود وقف الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة وآخر المستجدات السياسية والميدانية في فلسطين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مقر وزارة الخارجية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بحسب بيان صدر عن مكتب شاهين.
وقالت شاهين إن زيارة رايسينغر تأتي في “ظروف حرجة ومؤلمة حيث يعاني الشعب الفلسطيني كارثة إنسانية غير مسبوقة”، جراء تصاعد جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة واعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة.
وأعربت عن تطلعات بلادها إلى “تضامن الشركاء الدوليين من أجل وضع حد لهذه الكارثة وبشكل عاجل”.
ودعت إلى وقف إطلاق نار “فوري وغير مشروط” في قطاع غزة، وسط “ما يتكشف أمام العالم من إبادة جماعية تُبث على الهواء مباشرة، وما يترافق مع استخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، فضلا عن التدمير الممنهج لجميع مناحي الحياة في القطاع بهدف تهجير سكانه بشكل قسري”.
وحذرت وزيرة الخارجية الفلسطينية مما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية التي أصبحت فخا مميتا لطالبي المساعدات الإنسانية، وآلية للسيطرة والعقاب الجماعي”.
وطالبت بدعم الآليات الأممية لإيصال المساعدات الإنسانية، وخاصة عبر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، التي تملك “البنية التحتية والخبرة والثقة والشرعية لتقديم المساعدات الإنسانية بفعالية”، محذرة من أن تقويض عملها يعرض حياة الغزيين للخطر.
وعدت الوزيرة شاهين ما يحدث في قطاع غزة “انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي، ولأبسط مبادئ الكرامة الإنسانية”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تنفذ تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/ أيار الماضي خطة لتوزيع مساعدات محدودة بواسطة “مؤسسة غزة الإنسانية”، حيث يقوم الجيش الإسرائيلي بقصف الفلسطينيين المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، ما خلف حتى الثلاثاء نحو “600 شهيد و4278 مصابا”، وفق وزارة الصحة بغزة.
وفي البيان، أشارت وزيرة الخارجية الفلسطينية إلى الأوضاع “الخطيرة” في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، من جرائم وانتهاكات قوات الاحتلال ومستوطنيه.
ودعت النمسا إلى المساعدة في “ممارسة الضغط على إسرائيل من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي احتجزتها إسرائيل بشكل غير قانوني”.
بدورها، عبرت رايسينغر، وفق البيان، عن قلقها العميق إزاء الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مؤكدة ضرورة وضع حد لمعاناة المدنيين الفلسطينيين في القطاع واتخاذ خطوات عاجلة لتقديم المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشارت وزيرة خارجية النمسا إلى موقف بلادها الرافض لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من غزة أو من أي مناطق أخرى، باعتباره “خرقا صارخا للقانون الدولي”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 190 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع الإبادة بقطاع غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 988 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية.