أسعار النفط ترتفع مع عودة الأنظار إلى توترات الشرق الأوسط
تراجعت توقعات الطلب في الولايات المتحدة مع انكماش نشاط المصانع في يونيو للشهر الرابع

ارتفعت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في حوالي شهر، مع تجدّد التوترات في الشرق الأوسط الغني بالطاقة، مما أعاد تسليط الضوء على الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل.
صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.5% لتتم تسويته قرب 65.5 دولار للبرميل، فيما أغلق سعر خام برنت فوق مستوى 67 دولاراً. وسجلت أحجام التداول تراجعاً مع اقتراب عطلة الرابع من يوليو في الولايات المتحدة يوم الجمعة.
يترقب المستثمرون عن كثب ما إذا كانت مخزونات إيران من اليورانيوم شبه المخصب قد نضبت، وما إذا كان قرارها بقطع الاتصال مع مفتشين رئيسيين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يؤدي إلى موجة جديدة من الضربات الأميركية. وكان الرئيس دونالد ترمب صرّح أن الولايات المتحدة ستتدخل ما لم تتراجع إيران عن برنامجها النووي.
وحتى الآن، لم تؤثر التوترات على تدفقات الخام من المنطقة الأغنى بالنفط في العالم، لكن مجرّد احتمال حدوث اضطرابات في الإمدادات دفع بعض المتداولين إلى تبني نهج الترقب والحياد. وخلال ذروة التوترات، تم تداول كميات قياسية على أساس فصلي لعقود الخيارات المجمعة لخام غرب تكساس الوسيط ومزيج برنت وسط رهانات المتداولين على نتائج هذه الصراعات سريعة التطور، استناداً إلى بيانات من البورصات
إشارات متباينة
على صعيد العوامل الاقتصادية الكلية، قدمت البيانات إشارات متباينة لسوق النفط، إذ تراجعت توقعات الطلب في الولايات المتحدة مع انكماش نشاط المصانع في يونيو للشهر الرابع على التوالي، رغم أن سوق العمل أظهرت علامات قوة.
وخطفت تطورات الشرق الأوسط الأنظار بعيداً عن الاجتماع المرتقب لتحالف “أوبك+” المقرر الأحد، والذي من المتوقع أن يُسفر عن زيادة كبيرة رابعة في الإمدادات الشهرية، وفقاً لاستطلاع بلومبرغ، في وقت تواصل فيه السعودية، زعيمة التحالف، مساعيها لزيادة حصتها في السوق.
تقلب أسعار النفط
تراجعت أسعار النفط بحوالي 10% في الربع الماضي، خلال ثلاثة أشهر اتسمت بتقلبات حادة، إذ هبطت الأسعار بقوة في أبريل بعد إعلان ترمب عن خطط لفرض رسوم جمركية، ثم قفزت في يونيو بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، قبل أن تعود وتتراجع مع انحسار حدة التوتر. وانخفض أحد مؤشرات التقلب الضمني يوم الثلاثاء إلى أدنى مستوياته منذ 10 يونيو، أي قبل أيام من بدء الهجمات الجوية الإسرائيلية.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”: “لا شك أن المتداولين لا يزالون يتعافون من اضطرابات الأسعار الأخيرة، ما قد يقلل من السيولة على المدى القصير”.
وتحول تركيز السوق حالياً إلى العلاقة بين ذروة موسم الطلب الصيفي، وزيادات الإنتاج من قبل تحالف “أوبك+”. وفي الوقت نفسه، ما تزال أسواق المنتجات النفطية المكررة قوية، ما يعزز الحوافز لدى المصافي لتحويل النفط الخام إلى وقود.
كما جدّد الرئيس ترمب تعهده بإعادة ملء احتياطي النفط الاستراتيجي الأميركي “عندما تكون ظروف السوق مناسبة”، دون تحديد جدول زمني.