النفط يهبط لليوم الثاني.. وترمب يشيد بتراجع الأسعار بعد هدنة إيران وإسرائيل

سعر خام غرب تكساس الوسيط يهبط بحوالي 15% في جلستين

وكالات – مصدر الإخبارية

تراجعت أسعار النفط لليوم الثاني بعدما أشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى رغبته في استمرار تدفق النفط من إيران، عقب التوصل لاتفاق هشّ لوقف إطلاق النار بين طهران وإسرائيل.

انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 15% خلال جلستين لتتم تسويته قرب مستوى 64 دولاراً للبرميل، بينما تماسك سعر خام برنت فوق مستوى 67 دولاراً بقليل. وتراجعت الأسعار بفضل خفض التصعيد الكبير للنزاع الذي هزّ منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة. وذكر ترمب على منصة “تروث سوشال” أن الصين بإمكانها الآن مواصلة شراء النفط الإيراني، مبدياً أمله كذلك في أن تشتري “كميات وفيرة” من الولايات المتحدة أيضاً. وتراجعت الأسعار بشكل أكبر مع تصريحات خفض التصعيد من قبل الجانبين عند الحديث عن الهدنة.

ويمثّل هذا التوجه تحوّلاً لافتاً عن استراتيجية الولايات المتحدة السابقة التي سعت إلى خنق صادرات الطاقة الإيرانية للضغط في المفاوضات، وهو توجّه ربما اعتبره العديد من المستثمرين مشروطاً بالحفاظ على الهدنة أو الحصول على ضمانات بشأن نوايا طهران النووية، وفق ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين لدى “CIBC Private Wealth Group”.

تراجع أسعار النفط رغم الحرب

تراجعت أسعار النفط بشكل حاد هذا الأسبوع، بما يشمل خسارة 7% يوم الإثنين، رغم الحرب التي شهدت قصف الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية، قبل أن ترد طهران بقصف قاعدة أميركية في قطر. وبينما شهدت أسعار النفط ارتفاعاً عقب الهجوم الإسرائيلي وضربات الولايات المتحدة، فإن النزاع لم يؤثر بشكل يُذكر على تدفقات النفط من الخليج العربي، بل على العكس، زادت صادرات النفط الإيراني بشكل ملحوظ.

وعلّق ترمب على تراجع أسعار النفط يوم الثلاثاء قائلاً: “يعجبني هذا”.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت طفرة النفط الصخري الأميركي منذ أوائل الألفينات في خفض اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط، مما خفف من تأثير النزاع على أسعار الطاقة. كما مثّل الارتفاع الأولي في أسعار الخام فرصة كبيرة للمنتجين المحليين للاستفادة من الأسعار المرتفعة، حيث قفزت مراكز مبادلة العقود الآجلة للنفط الأميركي لأعلى مستوياتها على الإطلاق الأسبوع الماضي.

عودة إلى العوامل الأساسية

وبهذا التراجع، عادت أسعار النفط إلى المستويات التي كانت عليها قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران يوم 12 يونيو، ما أدى إلى تركيز المتداولين على إمكانية حدوث فائض لاحقاً هذا العام، حيث من المتوقع أن تتجاوز زيادة المعروض من المنتجين داخل وخارج تحالف “أوبك+” نمو الطلب. ويشكّل هذا التراجع تذكيراً آخر بأن تأثير الاضطرابات الجيوسياسية على أسعار الخام غالباً ما يكون مؤقتاً.

قال توماس فارغا، المحلل لدى “PVM” للوساطة: “تلاشت علاوة المخاطر الجيوسياسية التي تكونت منذ أول ضربة إسرائيلية على إيران قبل أسبوعين بالكامل… وتتزايد الآمال بأن يتمكن المستثمرون من التركيز على السياسات الاقتصادية بدلاً من التوترات الجيوسياسية”.

ومن جانب آخر، يساهم تراجع أسعار النفط المتواصل في تهدئة المخاوف بشأن التضخم، وهو أحد الأهداف التي سعى ترمب لتحقيقها، رغم تأثيره السلبي على اقتصادات الدول المنتجة، خصوصاً في الشرق الأوسط، كما يُعيد توجيه الأنظار نحو الصحة المالية لشركات النفط الكبرى.

وفي إشارة إلى انحسار مخاوف الإمدادات، تقلص الهامش الفوري لأسعار عقود مزيج برنت، الفرق بين أقرب عقدين، إلى نحو 97 سنتاً للبرميل في هيكل باكورديشن الصعودي، بعدما لامس 1.77 دولار الأسبوع الماضي، بينما عاد فارق العقود من ديسمبر إلى ديسمبر إلى نموذج “الكونتانغو” الهبوطي.

خسائر الغاز الأوروبي ومخاوف أقل بشأن مضيق هرمز

على صعيد أوسع، تراجعت أسعار الغاز في أوروبا بنحو 13%، على خلفية تلاشي مخاوف تعطل المرور عبر مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالي 20% من شحنات الغاز الطبيعي المسال.

أزمة الشرق الأوسط اندلعت قبل أسبوعين تقريبًا عندما شنت إسرائيل هجومًا على إيران لاستهداف برنامجها النووي، وضرب مراكز القيادة وتحييد القدرات العسكرية، قبل أن ترد طهران بضربات صاروخية. وفي تصعيد غير مسبوق، أمر ترمب بتوجيه ضربة على المنشآت النووية الإيرانية، مما دفع طهران لإطلاق وابل محدود من الصواريخ على قاعدة أميركية في قطر.

إمدادات “أوبك+”

يرفع تحالف “أوبك+”، الذي يشمل إيران، الإنتاج بوتيرة سريعة لاستعادة حصته السوقية. ومن المقرر أن يعقد التحالف اجتماعاً عبر الفيديو في 6 يوليو للنظر في زيادة أخرى للإنتاج خلال أغسطس.

قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون لدى “ويستباك بانكينغ كورب” : “بعد أسبوع ونصف، يُتوقع أن يوافق (أوبك+) على زيادة الإنتاج بمعدل 400 ألف برميل يومياً… ومع دخول الربع الثالث، وفي ظل ارتفاع الإنتاج العالمي وتباطؤ الطلب، من المتوقع أن تختبر الأسعار الحد الأدنى للنطاق السابق عند 60 دولاراً إلى 65 دولاراً للبرميل”.