ترامب: بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط الإيراني

أسعار النفط تواصل التراجع

وكالات – مصدر الإخبارية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إنه بإمكان الصين الآن مواصلة شراء النفط الإيراني، في تخفيف مفاجئ لحملة الضغط الأقصى التي كانت الولايات المتحدة تفرضها على شريان الحياة الاقتصادي للدولة الواقعة في الشرق الأوسط.

ترمب أضاف في منشوره، اليوم الثلاثاء: “آمل أن يشتروا الكثير من الولايات المتحدة أيضاً. لقد كان شرفاً عظيماً لي أن أحقق هذا!”.

أسعار النفط تعمق الهبوط

وعقب منشور ترمب، عمّقت أسعار النفط تراجعها ليهبط سعر مزيج برنت القياسي بأكثر من 4.3%، إلى 68 دولاراً للبرميل. كما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 5%، إلى 65 دولاراً للبرميل.

جاء منشور ترمب بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الأميركي التوصل إلى وقف إطلاق نار “كامل وشامل” بين إسرائيل وإيران.

يُمثل هذا التحول تراجعاً كبيراً للرئيس دونالد ترمب عن موقفه حيال نفط إيران، إذ كان يُصرّ حتى الشهر الماضي على “ضرورة وقف جميع مشتريات النفط أو المنتجات البتروكيماوية الإيرانية فوراً”. وقال حينها إن المشترين سيخضعون لعقوبات ثانوية، وسيُمنعون من التعامل مع الولايات المتحدة. وفي تصريحات سابقة أيضاً، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن واشنطن تنوي الضغط على صادرات النفط الإيرانية لتصل إلى ما دون 10% من مستوياتها الحالية.

هزّت الأزمة في الشرق الأوسط سوق النفط وسط مخاوف من أن تؤدي المواجهة إلى تعطيل الإمدادات من المنطقة التي تضخ نحو ثلث النفط الخام العالمي. وارتفعت الأسعار ثم عادت وتراجعت مع تطورات التصعيد، بينما تجنّبت كلّ من إسرائيل وإيران والولايات المتحدة توجيه ضربات إلى البنية التحتية المرتبطة بالنفط، واستمر عبور السفن عبر مضيق هرمز مع تسجيل اضطرابات طفيفة فقط.

وأدى انخفاض السوق إلى عودة أسعار النفط إلى مستوياتها قبل الهجوم الإسرائيلي على إيران في 12 يونيو.

ونتيجة للتوترات السياسية الراهنة، تراجع إقبال شركات تكرير النفط في الصين عن الشراء من أسواق الخام العالمية. إذ هبط نشاط شركات التكرير في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم في السوق الفورية فيما يخص خامات النفط القادمة من دول تشمل إيران وروسيا، بحسب متعاملين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لخصوصية المعلومات لـ”بلومبرغ”.

وشكلت الدولتان المنتجتان للنفط والخاضعتان لعقوبات أميركية في الفترة الماضية المصدر الرئيسي لإمدادات مصافي التكرير الصينية الخاصة التي تشتري معظم أنواع الخام الخاضع للعقوبات في العالم نظراً للتخفيضات على أسعارها.

في الوقت نفسه، تزداد كميات النفط المخزنة على متن الناقلات قرب الممرات الملاحية الرئيسية في آسيا، في إشارة أخرى على تراجع الطلب في الصين. إذ بلغ مخزون النفط الإيراني على متن الناقلات نحو 33.9 مليون برميل يوم الأحد، ما يمثل أعلى مستوى منذ ديسمبر 2023، بحسب البيانات الصادرة عن شركة “كبلر” (Kpler). وفي مضيقي ملقا وسنغافورة، النقطتان الرئيسيتان لنقل شحنات الوقود من سفينة إلى أخرى بما قد يساعد في التعتيم على مصدره، تضاعف الحجم خلال الأسبوعين الماضيين إلى نحو 13.3 مليون برميل، بحسب ما أوردته “بلومبرغ”.