الغارديان: 6 أشهر من القتل.. أعداد ضحايا “ترامب” في اليمن تقارب حصيلة ربع قرن

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تحليل أجرته مجموعة مراقبة "Airwars/ إيروورز" المتخصصة في رصد ضحايا الصراعات لعملية "راف رايدر/ الفارس الخشن"، التي نفذتها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى أن 224 مدنيًا قتلوا في الفترة من مارس وحتى نهاية الحملة في مايو، مقارنة بـ258 بين عامي 2002 و2024.

لندن – مصدر الإخبارية

أشار تحليل حديث لنتائج الضربات الجوية الأمريكية على اليمن، والتي جرت بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى مقتل عدد من المدنيين في شهرين تقريبًا ما يساوي عدد ضحايا الأعوام الثلاثة والعشرين السابقة من الهجمات الأمريكية على البلاد.

وتشن الولايات المتحدة هجمات على أهداف في اليمن منذ عام 2002، عندما أدت غارة بطائرة بدون طيار إلى مقتل ستة أعضاء من تنظيم القاعدة، وكانت المرة الأولى التي تم فيها تسجيل مقتل مدنيين في عام 2009، عندما تم الإبلاغ عن مقتل 49 مدنيًا في أعقاب هجوم بصاروخ كروز كان يستهدف معسكرًا لتنظيم القاعدة.

ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تحليل أجرته مجموعة مراقبة “Airwars/ إيروورز” المتخصصة في رصد ضحايا الصراعات لعملية “راف رايدر/ الفارس الخشن”، التي نفذتها القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى أن 224 مدنيًا قتلوا في الفترة من مارس وحتى نهاية الحملة في مايو، مقارنة بـ258 بين عامي 2002 و2024.

وتقول المنظمة إن ارتفاع معدل الوفيات بعد 33 ضربة “يشير إلى تغيير في السياسة من جانب الولايات المتحدة، وهو إشارة محتملة لما يمكن أن يحدث في إيران، إذا قرر ترامب الانضمام إلى الحملة الجوية الإسرائيلية ضد طهران”.

الفارس الخشن

انطلقت عملية “الفارس الخشن” ضد الحوثيين، في مارس الماضي، بهدف وقف الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن. بعد أن وصف ترامب حملة بايدن على اليمن بأنها “ضعيفة بشكل مثير للشفقة”. وانتهت في مايو، عندما توصلت الولايات المتحدة والحوثيون إلى اتفاق -بعد ما وصفته واشنطن بألف غارة جوية على أهداف حوثية- حيث أعلنوا أنهم سيتوقفون عن استهداف السفن التجارية مقابل وقف القصف الأمريكي.

وتوصلت منظمة “إيروورز” إلى إحصاء الضحايا من خلال فحص التقارير الخاصة بكل حادثة من قبل السلطات المعنية وفي وسائل الإعلام، فضلاً عن إشعارات الوفاة التي نشرها أقارب المتوفين على “فيسبوك” وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي.

تنقل “الغارديان” عن إميلي تريب، مديرة المنظمة: “تُحدد هذه الحملة مسار ترامب في الحرب، وما يمكن لحلفائه فعله. ومع استعداد الولايات المتحدة للتصعيد، علينا فهم الحملة على اليمن لفهم ما يخبئه المستقبل”.

قتل المدنيين

خلال التحليل، أكدت المنظمة مقتل ما لا يقل عن 84 مدنيًا في 17 أبريل عندما قصفت الولايات المتحدة ميناء “رأس عيسى” قرب الحديدة، مُدَّعيةً أنها كانت تستهدف منشآت.

كما سجلت ثاني أعنف هجوم في 28 أبريل، حيث أحصت مقتل 68 مدنيًا في صعدة، وإصابة 47 آخرين على الأقل في غارات جوية أمريكية مزعومة في الصباح. وكان المكان الذي تم قصفه، وهو مركز احتجاز كان يضم مهاجرين قادمين من دول إفريقية.

ويُعتقد أن المركز كان يضم 115 شخصًا وقت الهجوم. وظهرت صورٌ لجثثٍ متعددة على شاشات التلفزيون وصورٌ أخرى مُرعبة بعد الهجوم.

وردًا على التحقيقات بشأن الحادث، قالت القيادة المركزية الأمريكية، أوائل مايو، إنها “على علم بمزاعم وقوع إصابات بين المدنيين” وتقوم بتقييمها. لكن تلفت الصحيفة البريطانية إلى أنه “لم يكن هناك أي تحديث واضح من الجيش الأمريكي منذ ذلك الحين”.