الأسهم الأميركية تغلق على خسارة أسبوعية وسط صراع إيران وإسرائيل

تراجع سلة أسهم "العظماء السبعة" بنحو 0.8% و"تسلا" وحيدة في اتجاه الصعود

وكالات – مصدر الإخبارية

أنهت سوق الأسهم الأميركية سلسلة مكاسب امتدت لأسبوعين، مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة بعد أن شنت إسرائيل ضربات عسكرية على إيران، تلتها ردود انتقامية من طهران، في وقت يخشى فيه المتداولون من تصاعد هذا الاشتباك إلى صراع اقتصادي وعالمي أوسع.

تراجع مؤشر ” إس أند بي 500″ 1.1%، في أسوأ جلسة له منذ 21 مايو الماضي، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنحو 1.3%. وسجلت سلة أسهم “العظماء السبعة” انخفاضاً بنحو 0.8%، مع تراجع أسهم “إنفيديا” و”أبل” و”ألفابت” و”مايكروسوفت” و”ميتا بلاتفورمز” وأمازون.كوم”.

كانت سهم “تسلا” الوحيد في المجموعة الذي حقق مكاسب، مرتفعاً 1.9%. وعلى مدى الأسبوع، انخفض مؤشر “إس أند بي 500” 0.4%، فيما هبط “مؤشر ناسداك 100” 0.6%.

الصراع العسكري يهوي بالأسهم الأميركية

هوت الأسهم الأميركية بعد أن شنت إسرائيل هجمات استهدفت مواقع نووية إيرانية. ولامست المؤشرات الرئيسية أدنى مستوياتها خلال الجلسة مع إطلاق إيران مئات الصواريخ رداً على الغارات الإسرائيلية التي طالت البنية التحتية العسكرية والنووية في طهران، ما وسع رقعة النزاع وأثار مخاوف من أن يمتد ليشمل المنطقة بأكملها ويزعزع الأسواق العالمية.

قال جيمي كوكس، الشريك الإداري في شركة “هاريس فاينانشال غروب” (Harris Financial Group)، في اتصال هاتفي: “مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، تسود مخاوف واسعة من وقوع هجمات إضافية وردود انتقامية في الشرق الأوسط”.

أسهم النفط والدفاع تنجو من الهبوط

سجلت 10 من أصل 11 قطاعاً في مؤشر “أس أند بي 500” تراجعاً، قادتها خسائر في قطاعات المال والتكنولوجيا والعقارات. كان قطاع الطاقة هو الرابح الوحيد، إذ قفزت أسعار النفط بما يصل إلى 13%، ما دفع بأسهم شركات النفط الكبرى مثل “إكسون موبيل” و”شيفرون” إلى الارتفاع. كما ارتفعت أسهم شركات الدفاع مثل “رايثيون تكنولوجيز” و”لوكهيد مارتن”.

في المقابل، تراجعت أسهم شركات الطيران من “دلتا إيرلاينز” إلى “أميركان إيرلاينز غروب” 3.8% و4.9% على الترتيب، وذلك عقب الهجمات الإسرائيلية. كما انخفضت أيضاً أسهم شركات سفر مثل “رويال كاريبيان كروزس” و”كارنيفال” و” نورويجن كروز”.

تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط صباح أمس مع ارتفاع أسعار النفط ولجوء المتداولين إلى السندات كملاذ آمن، وذلك بعد أن شنت إسرائيل هجوماً على العاصمة الإيرانية في تصعيد للتوترات المرتبطة ببرنامج طهران النووي المتسارع. قالت إسرائيل إن الهجمات، التي أشعلت قفزة في أسعار النفط قبل أن تتراجع جزئياً، من المرجح أن تستمر خلال الأيام المقبلة، ما دفع المستثمرين لشراء الأصول الآمنة مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية.

وتُعد إيران من كبار منتجي النفط في العالم، ما يعني أن اندلاع حرب أوسع قد يؤدي إلى بقاء أسعار الخام مرتفعة لفترة أطول.

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إيران على قبول اتفاق نووي لتجنب المزيد من الهجمات. قفز ما يُعرف بـ “مقياس الخوف الرئيسي” في وول ستريت، وهو مؤشر تقلب بورصة شيكاغو للخيارات (Cboe Volatility Index) أو اختصاراً (VIX)، قرب مستوى 21 نقطة ويحوم عند أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع”.

تراجع شهية المخاطرة

في تداولات أمس، باع المستثمرون الشرائح الأكثر عرضة للمخاطر في سوق الأسهم، حيث تراجع مؤشر “راسل 2000” للأسهم الصغيرة بنسبة تقترب من 2%. كما هبط مؤشر “غولدمان ساكس” الذي يتتبع أداء شركات التكنولوجيا غير الربحية -مثل “روكو” و”بيلوتون”- بنحو 1%.

يُشار إلى أن مؤشر “إس أند بي500” لم يشهد حركة تتجاوز 0.6% صعوداً أو هبوطاً في 11 من أصل 12 جلسة سابقة حتى أمس الأو، في أطول فترة من هذا النوع منذ أوائل ديسمبر الماضي، وفق بيانات جمعتها “بلومبرغ”.

وفي حال استمر ارتفاع أسعار النفط، فمن المرجّح أن تبقى معدلات التضخم مرتفعة، ما يضيف مزيداً من الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنوك المركزية العالمية التي تحاول التعامل مع تداعيات الحروب التجارية التي يخوضها ترمب.

في ظل هذا المشهد، اختار مديرو الأموال التريث وترقب المستجدات.

قال يونغ يو ما، كبير استراتيجيي الاستثمار في مجموعة “بي إن سي أسيت مانجمنت غروب” (PNC Asset Management Group): “رغم التوترات المرتفعة، تحاول سوق الأسهم تقييم ما إذا كانت هذه التطورات ستخلف أثراً طويل الأمد. غالباً ما يتم التراجع عن مثل هذه الأحداث الجيوسياسية خلال أيام أو أسابيع، طالما لم تكن لها تبعات اقتصادية كبيرة أو مستمرة على مستوى العالم”.

توقعات الفائدة الأميركية

أبدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تردده العام الجاري في خفض أسعار الفائدة، بعدما قلصها خلال النصف الثاني من 2024، إذ يترقب صانعو السياسات حجم الضرر الذي قد تُلحقه رسوم ترمب الجمركية بالاقتصاد الأميركي وما قد تسببه من زيادة في التضخم في الولايات المتحدة.

مع ذلك، يرى بعض مديري الصناديق أن تأثير اضطرابات الأمس سيكون مؤقتاً. قال توماس مارتن، كبير مديري محافظ الاستثمار في “غلوبالت إنفستمنتس” (Globalt Investments): “صحيح أن هذه التطورات تزيد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين، لكنها على الأرجح لن تُغير موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي، لأن الهجوم لم يستهدف منشآت نفطية، وبالتالي من غير المرجّح أن تتأثر أسعار النفط أو التضخم على المدى الطويل”.

في هذه الأثناء، تجاهل المتداولون بيانات أولية من جامعة “ميشيغان” حول ثقة المستهلك في يونيو الجاري، والتي أظهرت تحسناً هو الأكبر منذ يناير 2024، في ظل تراجع المخاوف بشأن الاقتصاد والتحسن الملحوظ في توقعات التضخم في الولايات المتحدة على المدى القصير.