الأسهم الآسيوية تنخفض بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران
ارتفعت سندات الخزانة الأميركية مع انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات

انخفضت الأسهم الآسيوية مع العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم، بينما يتدافع المستثمرون إلى الأصول الآمنة، بعد أن هاجمت إسرائيل مواقع البرنامج النووي الإيراني، في تصعيد كبير للتوترات في الشرق الأوسط. وقفز النفط الخام أكثر من 11%.
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “إس آند بي 500” بنسبة وصلت إلى 2%، وانخفض مؤشر لأسهم آسيا بنسبة 1%.
في المقابل، ارتفعت سندات الخزانة الأميركية، مع انخفاض عائد السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس إلى 4.34%، بينما صعد كل من الين والذهب مع تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة. في المقابل، تهاوت العملات المشفّرة.
وصعد مؤشر يقيس أداء الدولار بنسبة 0.3% بعد أن كان قد تراجع في البداية، مدعوماً بالتحول نحو العملات الآمنة، رغم الشكوك الأخيرة حول موثوقية الدولار. وكان الدولار قد سجل أدنى مستوى له في ثلاث سنوات يوم الخميس.
الأنظار تتجه إلى رد طهران
قال ماثيو هاوبت، مدير محفظة في “ويلسون أسيت مانجمنت”: “نرى تحركات تقليدية لتجنب المخاطرة”، وأضاف: “ما نراقبه الآن هو سرعة وحجم رد طهران. هذا ما سيحدد مدة التحركات الحالية. في كثير من الأحيان، هذه التحركات تتلاشى بعد الصدمة الأولية”.
أعادت الضربات الجوية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني ومواقع الصواريخ الباليستية المواجهة بين الخصمين إلى الواجهة، مع خطر تصعيدها إلى نزاع أوسع.
وقالت إسرائيل إن العملية ستستمر “لأي عدد من الأيام” حتى إزالة التهديد، فيما تعهّدت إيران بالرد “بشدة”.
جاءت هذه الضربات بعد تحذيرات متكررة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن استهداف إيران وشلّ برنامجها النووي.
وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق أنها ستُدشّن منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم رداً على انتقادات من “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” بشأن برنامجها النووي.
تأثر كبير في قطاع النفط
كان التأثير الأكبر في الأسواق واضحاً في سوق النفط، إذ تُعد إيران مصدّراً رئيسياً للخام إلى دول مثل الصين والهند.
أما التحركات في القطاعات الأخرى فكانت أكثر تحفظاً، إذ يراقب المستثمرون كيف سيتطور هذا الحدث الجيوسياسي الجديد. لكنهم أيضاً يتحسّبون لاحتمال هبوط أعمق.
قالت كيم فورست، الرئيسة التنفيذية للاستثمار لدى “بوكيه كابيتال بارتنرز” ومقرها الولايات المتحدة، إنه “تطور خطير للغاية. من المفاجئ أن السوق لم تتراجع أكثر. هل أتوقع مزيداً من الهبوط في الساعات المقبلة؟ بالتأكيد نعم، أتوقع أن تكون الأسواق أكثر انخفاضاً عندما أستيقظ، لكن ذلك سيعتمد أيضاً على من يتحدث وماذا يحدث”.
واشنطن ليست طرفاً في الضربات
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الضربات الجوية، وإن إسرائيل تصرّفت بشكل أحادي ضد إيران.
تأتي هذه الضربات في وقت كانت فيه الأسواق المالية العالمية قد تعافت من التراجع الذي شهدته في أبريل بفعل رسوم ترمب الجمركية.
وكان مؤشر عالمي للأسهم قد لامس مستوى قياسياً يوم الخميس، بعد ارتفاعه بأكثر من 20% من أدنى مستوى له في أبريل.
الحدث سيلقي بظلاله على الأسواق
قالت هيبي تشين، محللة لدى “فانتاج ماركتس” في ملبورن إن “هذا الهجوم مُرشّح لإحداث صدى واسع في الأسواق العالمية، ليس فقط كنقطة توتر جيوسياسية، بل كناقوس إنذار حاد”.
وأضافت: “على المستثمرين الآن أن يواجهوا الخطر المتزايد لتوترات متعددة الجبهات، حيث تتقاطع احتمالات حروب ساخنة جديدة مع تصعيد الحروب التجارية، مما يعيد تشكيل مزاج المخاطرة في الأسواق بشكل آني”.