مجاعة الكلاب والقطط في غزة: أصدقاء الإنسان يتضورون جوعًا

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
جعل الحصار المشدد على قطاع غزة من الحيوانات الأليفة مثل الإنسان يعانون الأمرّين يواجهون الموت والجوع، فبات هواه الكلاب والقطط إطعامهم المعلبات أو ما يتوفر من طعام بعد نفاد طعامهم الخاص من الأسواق.
تمتلك الشابة هالة سمير قطًا اسمه “كيت” فهو رفيقها في النزوح والحرب والجوع، تُعاني من شبح المجاعة لم تستطع توفير الطعام سوى المعلبات على الرغم من رفض قطها تناول المعلبات إلا إذ اشتد جوعه.
تقول هالة لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “الوضع كارثي أنا جائعة والقط جائع لا نجد سوى المعلبات أمامنا رغم رفضه تناوله إلا أحيانًا يأكل بسبب الجوع وبعد وقت يتقيأه، الحيوانات والبشر يصرخون من الجوع”.
وتشير إلى أنّ القط بات جسده نحيل وشعره يتساقط، لنفاد الطعام الخاص به واللحوم، مضيفًة: “أحيانًا اضطر لإطعامه الخبز المصنوع من العدس وهذا الطعام لا يكفيه أو من الممكن يستعيد صحته”.
وتردف: “الجوع يقتل البشر فما بالك الحيوانات، ممكن الكثير يقلل من شأن الحيوانات واهتمامنا بهم إلا أنهم روح مثلنا مثلهم نجوع ونموت”.
وتخشى هالة أن تصيبه أمراض أخرى أو فقدانه بشكل مفاجئ، متمنيًة بأن تتوقف الحرب في غزة لإدخال المستلزمات الغذائية قبل فوات الأوان.
ومع نزوح غالبية سكان غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية، تتعرض الحيوانات في القطاع المحاصر الذي مزقته الحرب لظروف قاسية كالمجاعة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو لحيوانات نافقة، وكلاب هزيلة، وقطط جائعة، منذ بدء الحرب على قطاع غزة قُتل الكثيرون، بينما مات آخرون جوعًا.
أما الصحفي فتحي صبّاح فهو يمتلك الكلبان “ليو” و”ريكو”، الأول نزح به من منزله بمدينة غزة، وتنقل به من مكان إلى آخر في محطات نزوح مريرة “ليو” عمره ثلاث سنوات ونصف، و”ريكو” بقيت معه منذ ستة أشهر فهي لطفل مريض بالكلى أخذه الكلبة بعد وفاته.
يتحدث صبّاح عن وضعهما نتيجة المجاعة، وعدم توفر اللحوم والدواجن وحتى اللحوم المعلبة، التي نفدت من الأسواق، جراء إغلاق إسرائيل للمعابر منذ 2 مارس/آذار الماضي.
يخبرنا: “واجهنا المجاعة على مستويين اللحوم العادية أو الدجاج كنا نوفرهم ونطعميهم خاصة الكلب ليو المشكلة الأكبر، كان متوفر لدينا معلبات على أساس للطوارئ لكن كمية المعلبات نفدت”.
ويضيف لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “في اليوم كان ليو وريكو يحتاجون أربعة علب من اللحوم ولكن بعد نفادها تم تقليل الكمية إلى علبتين في اليوم، وبدأنا نسأل الأقارب والأصدقاء الغالبية وفروا لنا كمية المعلبات ولكنها أيضًا نفدت”.
ويلفت صبّاح إلى أنه لجأ إلى إطعام الكلب ليو الخبز والفول والفاصولياء الذي يأكله بدافع الجوع وبعد وقت يتقيأه، ولكن الكلبة ريكو ترفضه بشكل قاطع ويضطر للبحث عن طعام مناسب لها.
فالكلبة ريكو هي حامل تحتاج إلى غذاء صحي والاهتمام خاصة في المجاعة، يقول صبّاح: “أرسلت صديقة لي معلبات خاصة بالقطط والكلاب وحبوب مجفة فأحاول إطعام ريكو منه أكثر من ليو نظرًا لحاجتها إلى الطعام الصحي”.
ويبيّن أن الكلبان يعانيان من التعب والهذيان ولم يقووا على الحركة، بعد تخفيض وجبات الطعام من ثلاثة إلى وجبتين في اليوم، ويخشى على حياة ريكو أثناء فترة حملها بإصابتها بعض الأمراض أو تنجب كلابًا نحيفة تحتاج إلى عناية أخرى.
وأصيب الكلبان بالبراغيت، نظرًا لعدم وجود تطعيم وأدوية خاصة بهم، استخدم صبّاح دواء الصراصير وللبراغيت إلا أنه محاولته باءت بالفشل بعد اكتشافه بأن الأدوية مغشوشة.
يقول الطبيب البيطري سعود الشوا إن المجاعة وعدم حصول الحيوانات على التغذية المناسبة سواء بالنوعية و الكمية الكافية أدت إلى ظهور حالات الهزال والضعف العام وفقدان الشهية وفقدان الوزن والوصول إلى النفوق وموت العديد من الحيوانات الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
ويضيف الشوا لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن المعلبات وغيرها من أنواع الطعام غير المخصصة للحيوانات هي غير مناسبة لتغذية الحيوانات وتحتوى مواد كيماوية حافظة تضر بصحة الحيوانات وخاصة الجهاز الهضمي مسببة النزلات المعوية والإسهال وأحيانا القيء وتضر الجهاز البولي والكلى مسببة حصر البول وغالباً سببت حالات سرطان تم اكتشافها في عدة حالات.
ويشير إلى أنّ هذه أخطر نتيجة التي وصلت لها الحيوانات الأليفة للحرب الإجرامية على غزة التي قتلت جميع الحيوانات والطيور.
اقرأ/ي أيضًا: مطبخ المجاعة: ابتكارات النساء في زمن اللاشيء