مطبخ المجاعة: ابتكارات النساء في زمن اللاشيء

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
اخترعت النساء غزة، عشرات الأكلات البديلة في ظل المجاعة الشديدة، قامن بتعمميها على مواقع التواصل الاجتماعي للاستفادة منها بأقل الإمكانات المتوفرة في الأسواق، مثل الكباب بالعدس والفتة الكذابة والكاكاو بالمكملات الغذائية.
تفتح هبة السيد بعض من المكملات الغذائية بالإضافة إلى السكر والسيرج والكاكاو البودرة، وتخلطهما لكي يصبح خليط متجانس ويصبح كاكاو صالح للطعام على الرغم أن من أن طعمه غير مقبول لبعضهم.
تقول هبة لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “أولادي على مدار الوقت يطلبون مني بعض الأكلات بالسكريات بحثت عن طرق بديلة ولكن فشلت إلى حين عثرت على منشور عبر الفيسبوك طريقة عمل الكاكاو وبالمكمل الغذائي”.
وتضيف أن “تشجعت للطريقة وعملتها لأجل الأولاد الصغار الذين يشتهون أشياء بسيطة وهي من حقهم قمت بصنعها ووضعتها بالخبز المصنوع من العدس تذمروا من الطعم ولكن أقنعتهم لا يوجد بدائل أخرى وعليكم قبولها”.
وتشير إلى أنها تُعاني من أمر الأكلات البديلة بعضها تحتاج مستلزمات غير متوفرة في الأسواق ولم نستطع تخزين أي من السلع الغذائية كالبعض، وتمر عليهم أيام لا يأكلون شيئًا سوى الخبز “الحاف”.
وتدعو هبة الجهات المختصة إلى وضع عقوبات صارمة لكل من يحاول سرقة المساعدات وتوزيعها للعائلات في غزة بالعدل وتخفيف شبح المجاعة عنهم.
اتجهت بعض “التكيات الخيرية” في غزة، إلى تقليص عملها ووقف توزيع الطرود الغذائية للأهالي، وذلك على إثر إغلاق إسرائيل معابر منذ شهرين.
رغدة عزيزي اندهشت بعد رؤيتها فيديو عبر “إنستغرام” لطريقة الكباب بالعدس، تابعت الطريقة وأحضرت المستلزمات جميعها عدا البصل لعدم توفره بالأسواق وإن وجد فسيكون باهظ الثمن.
تروي لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “الكباب عبارة عن عدس بني أحمر وبصل وبطاطا وبقدونس وفلفل أخضر وتوابل مشكلة وخلطهما مع بعض وقليها بالسيرج، فرحت جدًا بإضافة جديدة للغذاء”.
وعن طعم الكباب، تقول: “طعمه عدس وليس كباب وهو بالشكل وليس بالطعم ولكن اعتبرناها إضافة جديدة للأكلات التي نخترعها بشكل يومي، نتحمل ما لا يتحمله أحد في العالم”.
وتتساءل: “إلى متى سيبقى حالنا هكذا؟ نعيش على أكلات غير صحية خاصة المعلبات؟ هذا الطعام البديل لا يعوضنا بالفيتامينات واللحوم، فهل سيظل وضعنا أبدي؟”.
وتروج إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب غزة والذي بدأ أمس، من خلال منظمة سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”.
أية الفران هي الأخرى تحاول اختراع أكلات بسيطة تسد جوع عائلتها المكونة من ثمانية أفراد، من الطحينة البديلة والحمص من الفاصولياء البيضاء والدُقة من العدس.
تخبرنا أية: “اليوم استطعنا توفير بعض الأكلات البديلة ولكن لا نعلم الأيام القادمة كيف سيكون حالنا، المعلبات وبعض السلع نشهد اختفاءها يوميًا بعد الإقبال عليها وكأنها حرب جديدة اندلعت على المواطنين بغزة”.
وتتابع أنّ المجاعة جعلتنا نقاوم كل شيء مرفوض بات مقبول، نخشى على أطفالنا أن يصابون بسوء التغذية، بكائهم تمزق قلوبنا لطلبهم على مدار الوقت الطعام ويشتهون المسليات التي كانوا يشترونها يوميًا.
وتضيف: “النساء بغزة لم يخترعن الأكلات البديلة فقط، بل جعلن من المستحيل موجود من توفير الطعام إلى المياه والكثير من مستلزمات الحياة يقاومن الجوع والحرب لكي تحمي أطفالها من السوء”.
وتطالب أية المواطنين بغزة بالسماح إلى إدخال المساعدات الإنسانية لتوزيعها والتخفيف من شبح المجاعة التي تزيد يومًا بعد يوم.
وسابقًا، حذر برنامج الأغذية العالمي، من أن العائلات الفلسطينية بقطاع غزة لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات في القطاع المحاصر.
وأشار الأغذية العالمي إلى أن في وقت لا يزال يعاني فيه قطاع غزة من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي.
اقرأ/ي أيضًا: “الأغذية العالمي”: 500 ألف فلسطيني بغزة على شفا المجاعة