الهلال الأحمر يجلي جرحى وطواقم طبية من مستشفيين شمال غزة
بالتعاون مع الصحة العالمية، جراء قصف إسرائيلي شديد...

أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء، تنفيذ عملية إجلاء بالتعاون مع منظمة الصحية العالمية لسبعة جرحى و54 من الطواقم الطبية والمرافقين من مستشفيي “العودة” و”الإندونيسي” شمال قطاع غزة، جراء قصف إسرائيلي شديد.
وقالت الجمعية في بيان: “تم نقل 7 مصابين، بينهم 3 من الكوادر الطبية الذين أصيبوا أثناء تأدية واجبهم الإنساني، إضافة إلى إجلاء 54 شخصًا من العاملين في القطاع الصحي والمرافقين، إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة”.
وأكدت أن عملية الإجلاء جرت في ظروف ميدانية شديدة الخطورة “بسبب استمرار القصف وصعوبة التحرك في محيط المستشفيين اللذين يقعان ضمن مناطق تشهد تصعيدًا عسكريًا عنيفًا”.
وأضافت: “رغم هذه التحديات، تمكنت طواقم الهلال الأحمر من أداء المهمة بنجاح”.
بدوره، قال ضابط الإسعاف مجدي أبو جلهوم للأناضول، إنهم عاشوا ظروفاً قاسية منذ حصارهم داخل مستشفى العودة شمال القطاع في 17 مايو/ أيار الجاري.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي يحاصر المستشفى يستهدف كل من يتحرك داخلها، وأضاف:” كنا نتحرك بصعوبة بالغة خوفاً من الاستهداف الإسرائيلي”.
وتحدث أبو جلهوم عن تعرضهم لتجويع متعمد جراء الحصار الإسرائيلي المطبق على المستشفى، وقال:” عانينا من نقص حاد في المياه والطعام، لكن الحمد لله استطعنا الخروج بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية”.
وقالت الطبيبة رؤوفة الشرافي، التي كانت تحتضن أطفالها لحظة خروجها من الحصار للأناضول: “رغم الجوع والخوف، بقينا متماسكين، والحمد لله تمكنت من احتضان أطفالي وعائلتي مجدداً بعد التنسيق لنا بالخروج بعد أيام من المعاناة”.
بدوره، أكد مدير عام مستشفى العودة رأفت المجدلاوي، ” أن الإجلاء تم اضطرارًا نتيجة للظروف الميدانية”.
وقال إنه جرى إجلاء 46 من الطواقم الطبية بالمستشفى من بينهم 3 مصابين، بينما بقي 84 آخرين لتقديم الخدمات والاستجابة للحالات الطارئة”.
وأضاف: “لم نكن نتمنى إخلاء أي من مرافقنا. فلسفة مستشفى العودة أن نبقى في مكاننا لخدمة الناس، لكن الضرورة الآن فرضت علينا انتقال جزء من الطواقم إلى مستشفى العودة في النصيرات وسط القطاع”.
ويحاصر الجيش الإسرائيلي مستشفيي العودة والإندونيسي شمال قطاع غزة، ويستهدف كل من يتحرك بداخلها، في تصعيد ضد الطواقم الطبية والمستشفيات ضمن حرب الإبادة.
والخميس، استهدف الجيش مستودع الأدوية داخل مستشفى العودة ما أدى إلى اندلاع حريق في الموقع، فيما فجر روبوتا مفخخا في محيطه، ما تسبب بأضرار جسيمة، بحسب بيان مقتضب نشرته إدارة المستشفى على تلغرام.
و”مستشفى العودة” من المؤسسات الطبية الخاصة التي تقدم خدماتها بقطاع غزة، وله فرعان، أحدهما وسط القطاع والآخر بمخيم جباليا، ورغم الإمكانات المحدودة بسبب الحصار الإسرائيلي والإبادة يواصل تقديم الرعاية للمرضى والمصابين بشكل محدود.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/ آذار الماضي، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد سكان القطاع الفلسطيني.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.
وتحاصر إسرائيل القطاع منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية جراء إغلاقها المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.