الإعلامي الحكومي: حشود جائعة تقتحم مركز مساعدات برفح وإسرائيل تستهدفها

وإصابة عدد منهم بالرصاص، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة

متابعات – مصدر الإخبارية

قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الثلاثاء، إن آلاف الفلسطينيين الجائعين اقتحموا مركزا لتوزيع مساعدات في ما يُسمّى “المناطق العازلة” بمدينة رفح، وإن الجيش الإسرائيلي أطلق النار عليهم ما أدى إلى إصابة عدد منهم.

وشدد المكتب في بيان نشره على تلغرام أن “مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يُسمّى المناطق العازلة قد فشل فشلاً ذريعاً وفقاً للتقارير الميدانية ووفقاً لما أعلن عنه الإعلام العبري كذلك، بعدما اندفع آلاف الجائعين الذين حاصرهم الاحتلال وقَطَع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوماً”.

وأكد أن “هذا الاندفاع انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، فيما تدخلت قوات الاحتلال بإطلاق النار وأصابت عددا من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال”.

كما أكد أن “ما حدث اليوم يعد دليلاً قاطعاً على فشل الاحتلال في إدارة الوضع الإنساني الذي خلقه عمداً، عبر انتهاج سياسة التجويع والحصار والقصف”.

وشدد على أن “هذا الفشل يشكل امتداداً مباشراً لجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان بموجب القانون الدولي، ولا سيّما المادة الثانية من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 948.”

وقال المكتب إن “إقامة غيتوهات عازلة لتوزيع مساعدات محدودة وسط خطر الموت والرصاص والجوع، لا تعبّر عن نية حقيقية لمعالجة الأزمة، بل تُجسّد هندسة سياسية ممنهجة لإدامة التجويع وتفكيك المجتمع الفلسطيني”.

وحمّل المكتب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الانهيار الغذائي بقطاع غزة، مديناً استخدامه المساعدات “سلاح حرب وأداة ابتزاز، ومنعه دخول الإغاثة عبر المعابر والمنظمات الدولية”.

وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن “بالتحرك العاجل لوقف الجريمة، وفتح المعابر دون قيود، وتمكين المنظمات الإنسانية من أداء مهامها، بعيداً عن تدخل الاحتلال وأجنداته”.

كما طالب المكتب بإيفاد لجان تحقيق دولية مستقلة لتوثيق جريمة التجويع، “وتقديم قادة الاحتلال إلى المحاكمة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

وناشد “الدول العربية والإسلامية والدول الحرّة في العالم للتدخل الفوري، وتفعيل مسارات إنسانية مستقلة وآمنة، تكسر الحصار، وتمنع الاحتلال من مواصلة استخدام الغذاء كسلاح قذر في حرب الإبادة”.

وأعلن المكتب رفضه القاطع “لأي مشروع يعتمد مناطق عازلة أو ممرات إنسانية تحت إشراف الاحتلال الإسرائيلي، الذي هو نفسه يجوّع المواطنين ويقتلهم ويبيدهم”.

واعتبر ذلك “نسخة حديثة من الغيتوهات العنصرية التي تعمّق العزل والإبادة بدلاً من إنقاذ الضحايا”، وشدد على أن “ما يجري في غزة جريمة كبرى أمام مرأى العالم، والسكوت عنها هو تواطؤ مفضوح”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت صحيفة “يسرائيل هيوم”، إن الجيش الإسرائيلي استدعى قوات إلى موقع التوزيع عقب اقتحامه من حشود الفلسطينيين جنوب قطاع غزة، “بهدف إنقاذ موظفي الشركة الأمريكية”، وفق زعمها.

فيما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني لم تسمه قوله أن “موظفي الشركة الأمريكية (مؤسسة إغاثة غزة) أطلقوا النار في الهواء لإبعاد الغزيين وتمت استعادة السيطرة على نقطة التوزيع”.

فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمني إسرائيلي أن “حشدا من سكان غزة دخلوا إلى نقطة التوزيع خلافا لما هو مسموح به”.

وأضاف المصدر: “تراجع الأمريكيون للوراء وأطلقوا النار في الهواء للسيطرة، ولم يتم نهب أي سلع”.

وبسياسة متعمدة تمهد لتهجير قسري، وفق الأمم المتحدة، مارست إسرائيل تجويعا بحق 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر منذ 90 يوما بوجه المساعدات الإنسانية ولا سيما الغذاء، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع.

وبعيدا عن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، تستغل تل أبيب الثلاثاء “مؤسسة إغاثة غزة” المدعومة أمريكيا، كغطاء لتمرير سياسة تهجير الفلسطينيين من خلال الترويج بأنها توزع مساعدات في “مناطق عازلة” جنوب القطاع.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.

وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.