نتنياهو يتراجع عن تلميحه بإمكان التوصل لصفقة “اليوم أوغدا”
- قال في بيان لمكتبه إن "المقصد لم يكن بشكل ملموس إلى اليوم أو غدا، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة"..

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، عن تصريح له بإمكانية الإعلان عن التوصل إلى صفقة مع حركة حماس “اليوم أو غدا” وقال إنه لم يقصد هذا التاريخ تحديدا.
وقال نتنياهو في تصريح متلفز مقتضب: “إطلاق سراح مختطفينا هو في صدارة أولوياتنا، وآمل جدا أن نتمكن من الإعلان عن شيء بهذا الشأن. إن لم يكن اليوم – فغدا”.
لكنه تراجع بعد ذلك بوقت قصير، وقال في بيان لمكتبه: “المقصد لم يكن بشكل ملموس (يشير) إلى اليوم أو غدًا، بل إلى الجهود الدائمة المبذولة للتوصل إلى صفقة”.
من جانبها، نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها، إن “نتنياهو قصد القول إننا نعمل بجد وإن لم تتم صفقة اليوم فلن نستسلم”، وفق تعبيرها.
وادعت المصادر بالقول: “نمارس الضغط على حماس وكذلك ويتكوف (المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف) ونأمل في أخبار طيبة، لكن المقصود كان المستقبل القريب وليس بالضرورة اليوم أو غدا (…) كانت مجرد طريقة تعبير”.
وخلّف تصريح نتنياهو المتلفز حماسة كبيرة لدى عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين توجهوا إلى منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش لطلب توضيحات بشأنه، وفق ما أوردته القناة السابعة العبرية.
وقالت عائلات الأسرى في بيان: “نشعر بأنهم يعذبوننا، كل تصريح من هذا النوع يجعل قلوبنا المكسورة تقفز “، وفق القناة 12 العبرية.
وعلى منصة إكس، كتبت عيناف تسنغاوكر والدة الأسير الإسرائيلي ماتان: “نتنياهو يمارس إرهابا نفسيا ضد عائلات المختطفين ويُعذّبنا ليل نهار بينما ابني وحيد في نفق ويعاني من ضمور العضلات، وهذا الأمر يتكرر كثيرا”.
من جانبه، قال روبي حين، والد الأسير إيتاي، على منصة إكس إن العائلات “سئمت من التصريحات”.
وأضاف: “رئيس الوزراء يستطيع أن يعلن اليوم عن إنهاء الحرب، بعدما تم القضاء على كل قيادة حماس، ويُفرج عن الـ58 مختطفا الذين اختطفوا خلال ولايته”.
وفي وقت سابق مساء الاثنين، تضاربت الأنباء، بشأن موقف “حماس” والحكومة الإسرائيلية على مقترح قدمه ويتكوف لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ففي الوقت الذي قال فيه مصدر فلسطيني مقرب من “حماس”، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، ادعى موقع “والا” العبري أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه وقال إن “تل أبيب قبلت به”.
وأفاد المصدر للأناضول، مفضلا عدم الكشف عن هويته بأن “حماس وافقت على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حرصًا على مصلحة شعبنا ووقفًا للإبادة المستمرة”.
وأضاف أن “ويتكوف قدم مقترحا قبل أيام يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين مقابل هدنة تتراوح بين 60 يوما وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة إلى المنطقة العازلة الممتدة على حدود القطاع”.
وأوضح أنه “خلال فترة الهدنة يتم البدء بمفاوضات جادة توصل إلى وقف حرب الإبادة وبضمان أمريكي”.
في المقابل، ادعى موقع “والا” العبري أن ويتكوف “نفى” موافقة حماس على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين الأحياء ونصف جثامين القتلى.
كما قال ويتكوف، وفق ادعاء الموقع، إن إسرائيل وافقت على المقترح، مستدركا: “ما سمعته حتى الآن من حماس كان مخيبًا للآمال وغير مقبول تمامًا”.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
والخميس، وجه نتنياهو بإعادة فريق التفاوض الإسرائيلي من الدوحة، وذلك بعد رفضه مطالب حماس بالحصول على ضمانات أمريكية لإنهاء الحرب.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.