موظفون بالاتحاد الأوروبي ينتقدون إدارته جراء وفاة أطفال جوعا بغزة
مجموعة "موظفو الاتحاد الأوروبي من أجل السلام" بعثوا برسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا..

تعرضت إدارة الاتحاد الأوروبي لانتقادات من موظفين فيها مع مواصلة إسرائيل استخدام المساعدات الإنسانية سلاحا لتجويع الفلسطينيين في غزة، وفي ظل وفاة الأطفال جوعا بالقطاع، لعدم اتخاذ الإدارة خطوات ملموسة في هذا الشأن.
ووفقا لصحفية “الغارديان” البريطانية، الاثنين، بعثت مجموعة “موظفو الاتحاد الأوروبي من أجل السلام” برسالة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا.
واتهم الموظفون إدارة الاتحاد الأوروبي بعدم اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل التي تواصل ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة منذ 20 شهرا.
ورحب نحو ألفي موظف من الاتحاد الأوروبي بقرار الاتحاد مراجعة اتفاقية الشراكة التي تمنح امتيازات تجارية لإسرائيل، الأسبوع الماضي.
والثلاثاء، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس عن مراجعة لاتفاقية الشراكة بين التكتل وإسرائيل، في ضوء تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بغزة، ووصفت الوضع الإنساني فيها بأنه “كارثي”.
لكن الموظفين في الوقت نفسه أعربوا عن أسفهم من أن هذا القرار جاء متأخرا، لا سيما بعد قتل آلاف من الفلسطينيين في غزة.
وأشاروا إلى أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي لم تتخذ “أي خطوات ملموسة” في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة والانتهاك المستمر للقوانين الدولية.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.
ولفتوا إلى أنه بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي “يجب رفض تراخيص التصدير إذا كان هناك خطر واضح من إمكانية استخدام التكنولوجيا أو المعدات العسكرية المراد تصديرها في انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي”.
وشددوا على أن مؤسسات الاتحاد الأوروبي “أخفقت” في ممارسة نفوذها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
وجاء في الرسالة: “هذا التقاعس أسهم في خلق بيئة من عدم تحمل المسؤولية التي أدت إلى الاحتلال واسع النطاق الذي يخضع له قطاع غزة حاليا”.
ودعت الرسالة، مفوضية الاتحاد الأوروبي والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس وجميع المؤسسات الأوروبية إلى اتخاذ “خطوات أكثر واقعية” تجاه غزة.
وفي رسالة بعثها زينو بينيتي، أحد الموظفين، للأناضول، قال: “إن الإعلان عن مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل بعد 20 شهرا من الصراع ومواجهة آلاف الأطفال للمجاعة بسبب الحصار الجديد على المساعدات الإنسانية يثير مخاوف جدية بشأن كفاية وتوقيت استجابة الاتحاد الأوروبي”.
ولفت بينتي إلى أن الاتحاد الأوروبي تأسس على مبدأ احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، مضيفا: “بصفتنا موظفين فيه، ندعو قيادة الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق هذه المبادئ”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 176 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.