هاجر حرب: من غزة إلى العالم.. رحلة كفاح وحبر لا يجف

لندن – مصدر الإخبارية 

توفيت الصحفية الفلسطينية البارزة هاجر محمد حرب، يوم الإثنين 26 مايو 2025، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، عن عمر ناهز 40 عامًا. وقد نعتها سفارة فلسطين في بريطانيا، واصفة إياها بأنها “إعلامية مخضرمة وناشطة وطنية” .

وُلدت الصحفية الفلسطينية هاجر محمد حرب في قطاع غزة عام 1985، ونشأت في بيئة صعبة زادتها وعيًا وانتماءً لقضايا شعبها. درست الإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة حيث حصلت على درجة البكالوريوس، ثم واصلت دراستها لتحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر بغزة، ما منحها خلفية معرفية ثرية عززت من قدرتها على التحليل والتغطية الصحفية العميقة.

بدأت هاجر مسيرتها الصحفية في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة، وسرعان ما برز اسمها في مجال الصحافة الاستقصائية، حيث امتلكت الجرأة والقدرة على الغوص في الملفات الشائكة التي تؤثر في حياة الفلسطينيين اليومية، كملفات الفساد والتمييز وسوء الإدارة، إضافة إلى القضايا الإنسانية والاجتماعية.

عملت هاجر كمراسلة مستقلة مع عدد من أبرز الوسائل الإعلامية العربية والدولية، من بينها:

صحيفة واشنطن بوست الأمريكية

شبكة دويتشه فيله الألمانية

صحيفة “ذا نيو هيومانيتيريان”

شبكة تلفزيون العربي

واشتهرت بتحقيقاتها النوعية التي كشفت من خلالها كثيرًا من الممارسات الإدارية والطبية والسياسية في الداخل الفلسطيني، حتى أنها في إحدى المرات أُحيلت إلى المحكمة العسكرية بسبب تحقيق استقصائي نشرته حول الفساد في القطاع الصحي بغزة.

حازت على جائزة أفضل تحقيق استقصائي في فلسطين لعام 2019، تكريمًا لمهنيتها وجرأتها في تناول القضايا الحساسة، كما حازت على احترام وتقدير العاملين في المجال الصحفي داخل فلسطين وخارجها.

التحديات والمرض
أصيبت هاجر بمرض السرطان منذ عدة سنوات وخاضت رحلة علاج شاقة داخل فلسطين وخارجها. في أبريل 2025، كتبت منشورًا مؤثرًا على فيسبوك أعلنت فيه أنها في مراحلها الأخيرة، وطلبت السماح من الجميع، مؤكدة أنها سامحت كل من أساء إليها، ما عكس روحها المتسامحة وقوتها الإيمانية .

رغم إصابتها بمرض السرطان، واصلت هاجر عملها الصحفي بشجاعة نادرة، حيث اعتبرت صوتها المهني رسالة يجب أن تُستكمل حتى اللحظة الأخيرة. وعُرفت خلال سنوات مرضها بإصرارها على الحياة ومواجهة الألم، كما حظيت بدعم واسع من زملائها والمؤسسات الإعلامية.

الإرث والتأثير
تركت هاجر حرب إرثًا إعلاميًا مشرفًا حافلًا بالإنجازات والتقارير المؤثرة. نعتها مؤسسات إعلامية دولية ومحلية وشخصيات عامة بكلمات مؤثرة، لما كانت تمثله من صوت صادق وحر في نقل معاناة الشعب الفلسطيني.

رحلت هاجر حرب في 26 مايو 2025، بعد رحلة نضال طويلة في ساحات الصحافة والحق والحقيقة، لكنها تركت أثرًا خالدًا في الذاكرة الإعلامية الفلسطينية كرمز من رموز الصحافة الحرة الجريئة.

اقرأ/ي أيضاً: الإعلامي الحكومي: 326 وفاة و300 إجهاض في 80 يوما من حصار إسرائيل