تحذّير من كارثة زراعية غير مسبوقة في قطاع غزة

غزة- مصدر الإخبارية
حذّر مركز الدراسات السياسية والتنموية، اليوم الاثنين، من كارثة زراعية غير مسبوقة في قطاع غزة، جراء التدمير الممنهج الذي تعرّضت له الأراضي الخصبة والبنية الزراعية منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وحتى مايو 2025.
وأصدر المركز ورقة جاءت بعنوان: “التدمير الممنهج لأرض غزة الخصبة: تداعيات بيئية وغذائية كارثية”، والتي أظهرت أن العدوان ألحق دمارًا هائلًا بنحو 60% من الأراضي الزراعية في غزة، بما في ذلك الحقول، الآبار، مزارع الدواجن، والبيوت البلاستيكية.
وأشارت الورقة إلى أن هذا الاستهداف “ليس نتيجة عرضية للحرب، بل سياسة متعمدة تهدف إلى تقويض أسس الحياة في غزة”.
بين المركز، أن الإحصاءات أشارت إلى أن قطاع غزة كان يعتمد على الزراعة لتوفير أكثر من 60% من احتياجاته الغذائية، عبر مساحة مزروعة تزيد عن 170 ألف دونم قبل الحرب.
وتابع: “لكن العدوان الأخير دمّر هذه القاعدة بالكامل، حيث اختفت بعض المنتجات الأساسية كالليمون والبصل من الأسواق، فيما قفزت أسعار البطاطا والبندورة بنسبة تزيد عن 300%”.
ولفتت الورقة إلى أن عمليات التدمير شملت: “تجريف أكثر من 102 ألف دونم من الأراضي الخصبة، وتدمير ما لا يقل عن 40 بئرًا رئيسية للري، خاصة في رفح وخان يونس، وحرائق ضخمة نتيجة استخدام القنابل الفوسفورية، ما أدى إلى إتلاف التربة وتحويلها إلى أراضٍ غير صالحة للزراعة”.
وأوضحت أن عمليات التدمير شملت أيضًا: “استخدام المركبات العسكرية الثقيلة في الحقول، ما دمّر التربة السطحية وشبكات الري، وتسبب بتصحر موضعي دائم في مناطق زراعية حيوية”.
وأردف المركز، أن الورقة استندت إلى بيانات من برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، والتي أكدت أن نحو 75% من سكان غزة يعيشون اليوم في المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، وهي أعلى درجات الخطر.
وأشار إلى أن القطاع سجل انخفاضًا في الإنتاج الزراعي بنسبة 70%، ما أجبر السكان على الاعتماد شبه الكامل على المساعدات الإغاثية من الأونروا والمنظمات الدولية.
وقالت الورقة إن الخسائر الاقتصادية للقطاع الزراعي خلال العدوان، تُقدّر بأكثر من 150 مليون دولار، مع خروج أكثر من 20 ألف مزارع وعامل زراعي من سوق العمل، وتدمير مزارع الدواجن والحليب، ومراكز التخزين والتوريد.
وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق جرائم التدمير البيئي والزراعي، وإنشاء “صندوق غزة الأخضر” لإعادة تأهيل البنية التحتية الزراعية، بتمويل دولي وعربي.
ودعت إلى رفع الحصار الزراعي والسماح بدخول مستلزمات الإنتاج بشكل فوري، وإطلاق برنامج وطني للزراعة الذكية لمعالجة التربة وتحقيق إنتاج في مساحات محدودة.
وحثت على تمويل مشاريع زراعية مجتمعية؛ لدعم المزارعين المتضررين وتوفير فرص عمل، ودمج إعادة الإعمار الزراعي في الخطط الدولية، مع تخصيص 20% من ميزانيات الإعمار لهذا القطاع الحيوي.
وشدد المركز على أن ما تشهده غزة من تدمير ممنهج لقطاع الزراعة “يفتح الباب أمام كارثة إنسانية شاملة تمس الغذاء والماء والاقتصاد والبيئة”، داعيًا إلى تحرك فلسطيني موحد وضغط دولي فاعل لإنقاذ ما تبقى من الأرض والحياة في القطاع المحاصر.
اقرأ/ي أيضًا: ضمن عربات جدعون.. الاحتلال شن أكثر من 200 غارة على غزة خلال 48 ساعة