حماس: تعطيل إسرائيل إدخال المساعدات لغزة سياسة ممنهجة لتجويع المدنيين
الحركة قالت إن إسرائيل "تحاول إدارة جريمة التجويع واستخدامها كأداة لتثبيت واقع سياسي وميداني تحت غطاء مشاريع إغاثية مضللة، رفضتها الأمم المتحدة"..

اعتبرت حركة حماس الأحد، أن تعطيل إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، بعد إدخال كميات “محدودة جدا” قبل أيام، سياسة ممنهجة لتجويع المدنيين وسط استمرار الإبادة والإغلاق الشامل للمعابر.
وكان من المفترض، خلال 84 يوما من الحصار والإغلاق الكامل، أن يدخل إلى قطاع غزة ما لا يقل عن 46 ألفا و200 شاحنة محملة بالمساعدات إلا أن إسرائيل تروج لرواية مضللة تزعم سماحها بإدخال “مساعدات”، بينما الواقع يظهر أن ما دخل فعليا نحو 100 شاحنة، أي أقل من 1 بالمئة من الاحتياجات الأساسية للسكان، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأضافت حماس: “يحاول الاحتلال إدارة جريمة التجويع في غزة، واستخدامها كأداة لتثبيت واقع سياسي وميداني، تحت غطاء مشاريع إغاثية مضللة، رفضتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وأكدت افتقارها للشفافية ولأدنى المعايير الإنسانية”.
وأكدت تمسكها بدور الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية في توزيع المساعدات والإشراف عليها.
واعتبرت حماس، أن أي محاولة لتجاوز هذا الدور أو تهميشه تمثل “سلوكا خطيرا يضع علامات استفهام على الآليات التي يحاول الاحتلال فرضها، ويمهّد لإدارة مشبوهة للعمل الإنساني تتعارض مع القانون الدولي”.
وشددت على أن “إغاثة الشعب الفلسطيني حق إنساني غير قابل للمساومة”.
ودعت حماس، المجتمع الدولي إلى “تحمّل مسؤوليته التاريخية، والضغط على إسرائيل للالتزام بآليات الإغاثة الدولية المعتمدة عبر الأمم المتحدة، بشكل عاجل، لإنقاذ أرواح الأطفال والمدنيين العزّل في غزة”.
وتروج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
فيما أقرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن هذا المخطط بهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
وكان من المقرر أن تبدأ هذه الشركة اليوم الأحد، توزيع المساعدات في قطاع غزة، إلا أن صحيفة “يسرائيل هيوم” الخاصة كشفت، نقلا عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي (لم تسمّهم) قولهم إن “البدء بتطبيق الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة غدا (الاثنين)”.
والاثنين الماضي، نشرت “يديعوت أحرونوت”، لأول مرة، صورا لموظفين تابعين للشركة التي ستتولى توزيع المساعدات وهم يرتدون سترات واقية ومدججين بالسلاح.
ووقتها، ادعت الصحيفة أن الشركة تابعة لصندوق إنساني أسسه حديثا ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ويحمل اسم (مؤسسة غزة الإنسانية) ويعرف اختصارا بـ “GHF”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.