تحقيق يكشف: جنود إسرائيليون وراء فكرة شركات توزيع المساعدات الإنسانية بغزة

وكالات_مصدر الاخبارية:

كشف تحقيق مفصل أجرته صحيفة نيويورك تايمز، أن مسؤولين إسرائيليين، بمن فيهم جنود احتياط ورجال أعمال، هم أول من اقترح فكرة أن تكون شركات مدنية مسؤولة عن توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، من أجل تجاوز الأمم المتحدة بزعم “معاداتها لإسرائيل”.

وأضافت التايمز أن ضباط من الاحتياط قادوا الفكرة ويخدمون في وحدة تنسيق أنشطة الحكومة في الأراضي تحت قيادة رئيس الأركان، العميد رومان جوفمان الذي تمت ترقيته لاحقًا وتعيينه سكرتيرًا عسكريًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأشارت “التايمز” إلى أنه طوال فترة الحرب في قطاع غزة، أشرفت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ـ ذات الخبرة في مجال المساعدات ـ على توزيع الغذاء في القطاع.

ولفتت إلى أن إسرائيل على وشك نقل هذه المسؤولية إلى منظمات خاصة أنشئت مؤخرا، ولها تاريخ “مظلم” ومصادر مالية غير معروفة، وكل هذا كجزء من خطة مثيرة للجدل تعتبرها الأمم المتحدة “خطيرة”.

وبحسب التقرير، فإن “مؤيدي البرنامج الجديد يصفونه بأنه “مبادرة مستقلة ومحايدة يديرها في المقام الأول مقاولون أميركيون”. وتخضع شركة الأمن الأميركية التي ستكون مسؤولة عن العملية في الميدان لإدارة فيليب بي. رايلي، وهو ضابط كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية قام بتدريب مقاتلي الكونترا الذين قاتلوا الحكومة الماركسية في نيكاراغوا في ثمانينيات القرن العشرين، والذي أصبح فيما بعد أحد كبار مسؤولي وكالة الاستخبارات في أفغانستان”.

ونوهت إلى أنه “بعد تقاعده من الخدمة في الحكومة الأميركية، عمل رايلي كمستشار وخبير أمني في شركة أوربيس، التي اتصل بها أعضاء مجموعة ضباط الاحتياط وبدأت في دراسة إمكانية إقامة مشاريع في غزة، والتي كان من المفترض أن تكون مسؤولة عن توزيع المساعدات في القطاع خلال وقف إطلاق النار مع حماس”. وبينت أن”صندوق الإغاثة الأمريكي نفسه، المعروف باسم GHF، يديره جيك وود – وهو جندي سابق في سلاح مشاة البحرية الأمريكية”. واكدت أنَّ مشروع المساعدات الذي أعلن عنه المبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، والذي قدم للعالم أجمع على أنه مشروع أميركي خاص منفصل عن إسرائيل، هو في الواقع مبادرة إسرائيلية. وبحسب التقرير، فإن المبادرة طرحت لأول مرة من قبل مسؤولين إسرائيليين في الأسابيع الأولى من الحرب، وتستند إلى أقوال مسؤولين إسرائيليين، ومسؤولين مشاركين في المبادرة نفسها، ومسؤولين آخرين “شاركوا في تفاصيل تخطيطها”.

وكشفت صحيفة التايمز أيضًا أن الخطوط العريضة للخطة نوقشت لأول مرة في أواخر عام 2023، بعد أسابيع فقط من شن حماس هجومها المفاجئ القاتل في 7 أكتوبر. ونوقشت التفاصيل في اجتماعات خاصة لمسؤولين وضباط عسكريين ورجال أعمال ذوي “آراء متشابهة” وعلاقات وثيقة مع الحكومة الإسرائيلية.

وكتبت صحيفة التايمز أيضًا أن نفس المجموعة من المسؤولين والضباط ورجال الأعمال أطلقوا على أنفسهم اسم “منتدى ميكفيه إسرائيل”، نسبةً إلى المكان الذي التقوا فيه في ديسمبر/كانون الأول 2023. وبدأ قادة المنتدى تدريجيًا في صياغة فكرة الاستعانة بمقاولين من القطاع الخاص لتوزيع المواد الغذائية والمساعدات في قطاع غزة – متجاوزين الأمم المتحدة.

ووفق الصحيفة، فقد حصل زعماء المنتدى خلال العام الماضي على دعم بين المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل، وبدأوا في الترويج لمبادرتهم بين المتعاقدين الأجانب، وخاصة بين عميل وكالة المخابرات المركزية السابق رايلي.

اقرأ المزيد: الحوثيون يطلقون 4 صواريخ مضادة للسفن تجاه خليج عدن والبحر الأحمر