دلياني: رفض يهودي عالمي متصاعد لجرائم الإبادة الإسرائيلية

يساهم في إعادة صياغة الخطاب السياسي المتعلق بدولة الاحتلال وفق معايير العدالة والتحرر الإنساني

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن الأصوات الأخلاقية المتصاعدة في الأوساط اليهودية حول العالم ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في قطاع غزة، تشكل تحولاً نوعياً في الوعي السياسي والأخلاقي العالمي، وتُعد من أكثر الظواهر السياسية دلالة على تصدّع منظومة التضليل الصهيوني التي طالما احتمت بعباءة الهوية الدينية لتبرير جرائمها.

وقال القيادي الفتحاوي: “إن المواقف الجريئة التي تصدر عن مؤسسات يهودية، ومفكرين، ورجال دين يهود، في رفضهم لجرائم الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال، تمثل لحظة فاصلة في التاريخ الأخلاقي والسياسي للضمير الإنساني فيما يتعلّق بقضايانا الوطنية. فعندما تُعبّر حركة ‘الصوت اليهودي من أجل السلام’ عن رفضها القاطع لاستخدام الهوية اليهودية كغطاء لجرائم التطهير العرقي والفصل العنصري، وعندما يُعلن اتحاد الحاخامات ‘تروآه’ أن وقوفه ضد الاحتلال الاسرائيلي ينبع من التزام روحي وأخلاقي، فإن ذلك يُجسد بوضوح أن مبادئ حقوق الإنسان لا تقبل التمييز على أساس الدين أو العرق”.

وأضاف دلياني: “إن كون ورثة الذاكرة المأساوية لأهوال أوروبا في القرن الماضي في طليعة الأصوات الغربية المطالبة بوقف جرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة يُعد دلالة تاريخية بالغة العمق. فقد عبّر الحاخام برانت روزن، من حركة ‘تزديك’ في شيكاغو، بوضوح عن أن المجتمع اليهودي يواجه اليوم اختباراً أخلاقياً وجودياً، قائلاً صراحةً: ‘يجب علينا أن نقف ضد الإبادة’. وهذا الموقف، بعكس ما تروّج له الدوائر الصهيونية، لا يُعد خروجاً عن الهوية الدينية، بل هو تجلٍ صادقٌ لأسمى معانيها الأخلاقية والإنسانية.”

وتابع دلياني: “الحاخام يعقوب شابيرو، رئيس المحكمة الحاخامية في مانهاتن، أوضح بجلاء أن ‘الصهيونية حركة سياسية اختطفت اليهودية وحولتها إلى قومية لا أساس لها في التوراة. وإن دولة ‘إسرائيل’ لا تمثل اليهود ولا اليهودية’. هذه المواقف الحاسمة التي تفصل بوضوح بين اليهودية كديانة والصهيونية كأداة استعمارية، تكشف زيف الخلط المتعمد الذي تستخدمه دولة الاحتلال لتبرير جرائمها”.

كما أشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى أن “البروفيسور اليهودي بيتر بينارت، الأكاديمي البارز في الصحافة والعلوم السياسية، يجسد بتمرده على الصهيونية الاستيطانية التزاماً أخلاقياً عميقاً، إذ يعارض بصلابة الحكم الديني-القومي لدولة الاحتلال وجرائمها المستمرة بحق شعبنا، وهو بذلك يساهم في إعادة صياغة الخطاب السياسي المتعلق بدولة الاحتلال وفق معايير العدالة والتحرر الإنساني”.

واختتم دلياني بالتأكيد على أن هذا الرفض اليهودي العالمي المتصاعد لجرائم الإبادة الإسرائيلية لا يُعد حدثاً عابراً، بل هو مؤشر متقدّم على تشكّل وعي عالمي جديد، يعيد تعريف الانتماء الأخلاقي بعيداً عن الاستغلال السياسي للدين، ويؤسس لتحالف إنساني واسع يتجاوز حدود الهويات الضيقة لنصرة القيم الكونية للعدالة والحرية. وشدّد على أن هذا التحوّل، مهما جوبه بمحاولات التشويه، يمثل اختراقاً في جدار الصمت ويعزّز موقع الرواية الفلسطينية في ضمير العالم الحر.