رئيس “مخابز غزة”: آلية توزيع الخبز المقترحة من “الغذاء العالمي” مجحفة
وصفت جمعية أصحاب المخابز في غزة، أن الآلية التي اعتمدها برنامج الغذاء العالمي/ لتوزيع الخبز "بالمجحفة"، وأنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين في ظل نفاد الدقيق وتعطل عمل غالبية المخابز.

وصفت جمعية أصحاب المخابز في غزة، أن الآلية التي اعتمدها برنامج الغذاء العالمي/ لتوزيع الخبز “بالمجحفة”، وأنها لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين في ظل نفاد الدقيق وتعطل عمل غالبية المخابز.
وقال رئيس الجمعية عبد الناصر العجرمي للأناضول: “الآلية الجديدة التي اعتمدها البرنامج، تقضي بتشغيل المخابز وفق كميات محدودة من الدقيق والسكر والزيت والخميرة والوقود، لإنتاج الخبز وتسليم الكميات الجاهزة له، والذي يتولى بدوره توزيعه على المستفيدين”.
وشدّد العجرمي، على أن خطة البرنامج، “لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين والنازحين في ظل حالة المجاعة والحصار المشدد والإغلاق المستمر منذ مارس (آذار) الماضي”.
وأوضح أن الجمعية “قدمت مقترحا بديلا يقوم على توزيع كيس من الطحين (الدقيق) بشكل مباشر لكل أسرة كمرحلة أولى، بما يضمن الحد الأدنى من الأمن الغذائي ويمتص حالة الغضب الشعبي، ومن ثم تشغيل المخابز كمرحلة ثانية”.
وأضاف: “إلا أن البرنامج رفض المقترح وفضّل الاستمرار بآلية تشغيل المخابز وتوزيع الخبز عبر المندوبين”.
ووصف العجرمي، الآلية بأنها “مجحفة”، قائلاً إن “إنتاج الخبز بهذه الكميات الضئيلة، التي لا تتناسب مع حجم الحاجة الفعلية في ظل انعدام توفر الطحين في الأسواق ونفاده من منازل المواطنين، غير منصف”.
والأربعاء، أدخلت إسرائيل 87 شاحنة محملة بالمساعدات لصالح عدد من المؤسسات الدولية والأهلية للمرة الأولى منذ 81 يوما من الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الذي أكد أن القطاع بحاجة ل500 شاحنة يومياً.
وتأتي آلية إدخال المساعدات بشكل مؤقت إلى حين تطبيق آلية جديدة، قال إعلام عبري الخميس، إنه سيتم البدء بها، الأحد، عبر شركة أمريكية.
وفي وقت سابق الجمعة، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، ما يصل من مساعدات إلى قطاع غزة بأنه مجرد “إبرة في كومة قش”، مؤكداً أن قطاع غزة لا يزال يعاني من أزمة إنسانية وإغاثية كارثية.
وأوضح لازاريني، أن أقل ما يحتاجه الفلسطينيون في القطاع “500-600 شاحنة يوميًا تُدار من خلال الأمم المتحدة، بما في ذلك الأونروا.
الوضع الأمني
من جهة أخرى، أبدى رئيس جمعية أصحاب المخابز في غزة، “تخوف أصحاب المخابز من العمل في ظل تدهور الوضع الأمني وحالة الفوضى التي يخلقها الاحتلال الإسرائيلي بتشديد الحصار ومنع دخول المساعدات الغذائية بكميات كافية”.
وحذر من “تكرار حوادث السطو المسلح على شاحنات نقل المواد الخام”، مشيرًا إلى أن تلك الحوادث “تسببت في تعطل وصول الإمدادات للمخابز، وفاقمت من معاناة الفلسطينيين في ظل المجاعة المستمرة”.
والخميس، اتهم المكتب الإعلامي في غزة، الجيش الإسرائيلي بتمكين عمليات نهب المساعدات الإنسانية وشاحنات الأدوية، عبر استهداف منسقي الإغاثة ومسارات التوزيع، ملفتا إلى أن غارات نفذت في اليوم ذاته وسط القطاع أسفرت عن مقتل 6 من عناصر تأمين المساعدات.
وأشار العجرمي، إلى “توقف العمل في مخبزين في النصيرات (وسط) بعد مداهمة أحدهما من قبل مواطنين جائعين، في حين لم تعمل أي من مخابز خان يونس (جنوب) حتى الساعة 16:30 (ت.غ)”.
ولفت إلى أن “أربعة مخابز في دير البلح (وسط) تعمل بشكل محدود وبقدرات لا تكفي حاجة السكان”.
وأوضح العجرمي، أن أي كميات من الدقيق أو المواد الخام لم تدخل بعد إلى مخابز غزة والشمال حتى الساعة 16:30 (ت غ)، “ما فاقم من حدة الأزمة ورفع منسوب التوتر الشعبي”.
وأكد على “استعداد أصحاب المخابز لاستئناف العمل فورًا، في حال توفرت كميات كافية من المواد الخام وضمنت أجواء أمنية ملائمة”.
ودعا العجرمي، جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى “التدخل الفوري والضغط على إسرائيل، لإدخال كميات كافية من الدقيق والمواد الأساسية لتلبية احتياجات السكان”.
كما طالب “بالعودة إلى الآلية السابقة لتشغيل المخابز، مع إدخال تحسينات تضمن عدالة التوزيع وتوسيع رقعة المستفيدين”.
وشدد العجرمي، على أن “المواطن الجائع لن يقبل بانتظار حصته من الخبز عبر المندوبين، بينما لا يملك طحينًا في منزله لإطعام أطفاله”.
ومنذ مدة، تروج تل أبيب وواشنطن لتوزيع المساعدات بطريقة تستهدف إفراغ شمال القطاع من سكانه الفلسطينيين، عبر تحويل مدينة رفح (جنوب) إلى مركز رئيسي لتوزيع الإغاثة، وجلب طالبي المساعدات إليها.
والخميس، قالت هيئة البث العبرية، إنه من المتوقع أن يبدأ توزيع الغذاء على أعداد كبيرة من الفلسطينيين في غزة، الأحد المقبل، عبر شركة أمريكية.
ونقلت عن مصادر سياسية لم تسمها، أن التوزيع سيكون من خلال “أربعة مراكز اكتمل بناؤها، أحدها في منطقة محور نتساريم (وسط)، وثلاثة أخرى على محور موراج قرب رفح جنوب القطاع”.
إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد في تصريحات صحفية الجمعة، عدم مشاركة المنظمة الدولية “في أي مخطط يتعلق بالمساعدات في قطاع غزة يفشل في احترام القانون الدولي ومبادئ الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد” (في إشارة إلى الخطة الإسرائيلية الأمريكية).
وأعلن غوتيريش، أن “الأمم المتحدة وشركاءها لديهم خطة عملية مفصلة قائمة على المبادئ ومدعومة من الدول الأعضاء مكونة من 5 مراحل لتوصيل الإغاثة إلى السكان المحتاجين إليها”.
وفصّل مراحل الخطة كالتالي: ضمان إيصال المساعدات إلى غزة، وتفتيشها وفحصها عند نقاط العبور، ونقلها من المعابر إلى المنشآت الإنسانية، وتجهيزها للتوزيع، وأخيرا نقلها إلى المحتاجين.
ومنذ 2 مارس الماضي، تواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني بغزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.