دراسة جديدة: مكملات فيتامين د قد تبطئ الشيخوخة الخلوية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة American Journal of Clinical Nutrition أن تناول مكملات فيتامين د قد يساهم في إبطاء عملية الشيخوخة الخلوية، من خلال تقليل معدل تقصير التيلوميرات، وهي نهايات الكروموسومات التي تلعب دورًا مهمًا في تحديد عمر الخلية.
الدراسة، التي أُجريت ضمن تجربة VITAL الواسعة بقيادة باحثين من مستشفى بريغهام للنساء وكلية الطب بجامعة هارفارد، شملت حوالي 900 مشارك تتراوح أعمارهم بين 55 و75 عامًا، وتمت متابعتهم على مدار أربع سنوات. تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين: الأولى تلقت 2000 وحدة دولية من فيتامين D3 يوميًا، بينما حصلت الثانية على دواء وهمي.
أظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت فيتامين د شهدت تباطؤًا ملحوظًا في تقصير التيلوميرات مقارنةً بالمجموعة الأخرى. ويُعتبر تقصير التيلوميرات مؤشرًا بيولوجيًا على الشيخوخة، ويرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب.
من الجدير بالذكر أن الدراسة لم تجد تأثيرًا مشابهًا لمكملات أوميغا-3، مما يشير إلى أن فيتامين د قد يكون له دور خاص في حماية التيلوميرات.
رغم هذه النتائج المشجعة، حذر الباحثون من التسرع في تعميمها، مشيرين إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد الفوائد المحتملة لفيتامين D في هذا السياق. كما أشار بعض الخبراء إلى أن طريقة قياس التيلوميرات المستخدمة في الدراسة (qPCR) قد تكون عرضة للتأثر بتغيرات في أنواع خلايا الدم، مما قد يؤثر على دقة النتائج.
وفي هذا السياق، أكدت الحائزة على جائزة نوبل، الدكتورة كارول غرايدر، أن التغيرات في نسب خلايا الدم قد تؤثر على قياسات التيلوميرات، داعيةً إلى استخدام تقنيات أكثر دقة في الدراسات المستقبلية.
يُذكر أن فيتامين د يلعب دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك دعم الجهاز المناعي والحفاظ على صحة العظام. ويُنتج الجسم فيتامين د بشكل طبيعي عند التعرض لأشعة الشمس، كما يمكن الحصول عليه من بعض الأطعمة والمكملات الغذائية.
في ضوء هذه الدراسة، قد يكون من المفيد للأفراد، خاصةً كبار السن، مناقشة مستويات فيتامين د مع أطبائهم، والنظر في إمكانية تناول مكملات فيتامين د كجزء من استراتيجية شاملة للحفاظ على الصحة مع التقدم في العمر.