أولمرت: “ما تفعله إسرائيل في غزة يقترب من جريمة حرب”

بعد ساعات من اتهام رئيس حزب "الديمقراطيين" دولة إسرائيل بقتل الأطفال في غزة "كهواية"، قال رئيس الحكومة الأسبق، أولمرت، إن الحرب "بلا هدف" وما تقوم به إسرائيل "يقترب من جريمة حرب".

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، مساء الثلاثاء، إن ما تقوم به إسرائيل حاليًا في قطاع غزة “يقترب من أن يكون جريمة حرب”.

وأضاف أولمرت: “هذه حرب بلا هدف، ولا فرصة لها لتحقيق أي شيء يمكن أن يحفظ حياة الأسرى. الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون، إلى جانب عدد كبير من الجنود الإسرائيليين. هذا أمر مستفز ومثير للغضب”.

وتأتي تصريحات أولمرت في ظل تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل، واستمرار حربها على قطاع غزة لليوم الـ592، والتي ترتكب فيها حكومة بنيامين نتنياهو، إبادة جماعية خلفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أثار زعيم حزب “الديمقراطيين” (تحالف العمل مع ميرتس)، يائير غولان، جدلًا واسعًا في إسرائيل بعد تصريحاته التي قال فيها إن “دولة عاقلة لا تشن حربًا على المدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تنتهج سياسة تهجير السكان”.

وزراء نتنياهو يهاجمون أولمرت

ما إن تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات إيهود أولمرت، حتى سارع وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو إلى شنّ هجوم حاد عليه، عبر بيانات مقتضبة ومباشرة، اتّسمت بسخرية لاذعة من خلفيته الجنائية.

وقال وزير التعليم، يوآف كيش: “الأسير المُحرّر إيهود أولمرت ينضم إلى ’مُكتشف الفاشية‘ يائير غولان وجوقة اليسار المتطرف التي تلطّخ سمعة إسرائيل في الساحة الدولية”، مضيفًا: “بينما يخاطر الجنود بحياتهم، يختار هو التحريض وطعنهم في الظهر. عليه أن يخجل”.

من جانبها، كتبت وزيرة المواصلات، ميري ريغيف: “حماس ومسلحو النُخبة يشكرون إيهود أولمرت ويائير غولان”.

وعلقت وزيرة المساواة الاجتماعية، ماي غولان، مخاطبة أولمرت: “الجريمة الوحيدة في هذه الحرب هي بصقكم في وجوه الجنود الذين يقاتلون العدو النازي المعاصر. نعم، هناك أبرياء في غزة – 58 فقط”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة

بدوره، وصف نائب رئيس الكنيست، نيسيم فاتوري، أولمرت، بأنه “أكثر رؤساء الحكومات فسادًا في تاريخ الدولة”، وقال: “إنه مريض بكراهية الذات ويعمل بوقًا لحماس!”، وأضاف: “هو وصديقه يائير غولان يدعمان الإرهابيين”.

وفي معرض دفاعه عن تصريحاته، التي قوبلت بانتقادات شديدة من مسؤولين إسرائيليين، شدد غولان، مساء الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي، على أنه “عندما يحتفل وزراء في حكومة نتنياهو بموت وتجويع الأطفال في غزة، يجب قول الحقيقة والتحدث عن ذلك”.

وفي مؤتمره الصحافي، قال غولان (نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بين عامي 2014 و2017)، “بدأت الحرب في غزة كردّ فعل حازم قوي وصحيح على الهجوم الذي شنّته حماس، كانت حربا مبررة وضرورية لحماية أمن إسرائيل”، على حد قوله.

وتابع “ما بدأ كمعركة عادلة لتحقيق الأمن وتحرير الرهائن، تحوّل اليوم على يد هذه الحكومة الفاشلة، إلى حرب لا أي غاية وبلا هدف أمني أو قومي؛ ما نراه اليوم في غزة ليس عملية لإطلاق سراح الرهائن؛ كان بالإمكان منذ وقت طويل تحريرهم جميعا عبر صفقة شاملة”.

في حين شدد غولان على أنه كان يقصد بتصريحات “حكومة نتنياهو الفاشلة، وليس الجيش”.