محلل اسرائيلي يتحدث عن هدف الغارات المكثفة على غزة

القدس المحتلة_مصدر الاخبارية:

قال مُحلّل الشؤون الأمنية في صحيفة يديعوت أحرونوت رون بن يشاي إن الغارات المكثفة نسبيًا على شمال قطاع غزة تهدف إلى دفع السكان الذين عادوا إلى المنطقة للنزوح مجددًا نحو الجنوب.

وأضاف بن شاي أن العملية البرية لم تبدأ بعد، والهدف حالياً هو الضغط على حماس في مفاوضات الدوحة. وبحسب مصادر عسكرية، فإن “جزء من عملية مركبات جدعون هو نقل السكان الفلسطينيين. حاليًا يجري التركيز أساسًا على الاستعدادات لدخول بري في إطار العملية”.

واوضحت أن الحملة العسكرية التي يخطط لها الجيش الإسرائيلي ضمن “مركبات جدعون” يُفترض أن تُنفذ على ثلاث مراحل رئيسية.

وبحسبها فإن المرحلة الأولى التي أُنجزت بالفعل – التحضيرات، والثانية التي بدأت – نيران تمهيدية مكثفة من الجو والبر، وتحريك معظم السكان المدنيين في القطاع إلى مناطق آمنة قرب رفح، والثالثة – مناورة برية مكثفة تشمل احتلالًا تدريجيًا لأجزاء من القطاع، والاستعداد لتواجد عسكري طويل الأمد فيها.

وتابعت أن المرحلة الثانية، والتي يمكن استنتاج أنها جارية حاليًا بحسب بيان المتحدث باسم الجيش، تشمل نيرانًا تمهيدية مكثفة، إلى جانب دعوة لسكان غزة في جميع أنحاء القطاع – حتى في الأماكن التي لم يدخلها الجيش بعد – للنزوح إلى مناطق آمنة تم تجهيزها لهم. في هذه المرحلة سيُفعّل أيضًا ما يُعرف بـ”مصافي العبور”، التي تهدف إلى فحص دقيق للنازحين المتوجهين جنوبًا نحو رفح، لمنع مرور عناصر مسلحة من الفصائل، لا سيما أولئك المسلحين، إلى مناطق الإيواء الآمنة.

وزادت أنه في المرحلة الثالثة من العملية، سيدخل الجيش الإسرائيلي في مناورة برية داخل المناطق التي تم إخلاؤها، حيث من المفترض أن يبقى فيها فقط عناصر الفصائل المسلحة، وستُنفذ المهمة تحت الأرض حسب النموذج الذي تم تجريبه في رفح وأطراف خان يونس، ضمن العملية التي نفذتها قيادة الجنوب”.

وأكدت أن الهدف هو فصل الاتصال فوق الأرض وتحتها بين كتائب وسرايا حماس والجهاد الإسلامي – أو ما تبقى منها – والتعامل مع كل منها على حدة، من خلال قوة عسكرية ستمكث فترة طويلة في الميدان، تتعرف عليه جيدًا، مما يساعدها على تجنب الكمائن والعبوات الناسفة.

ولفتت إلى أن القوات ستعمل في الميدان بشكل منهجي، حيث ستقوم بتسوية المباني التي قد تُستخدم كمواقع قتال لحماس، وستسعى لكشف وتدمير الأنفاق التي يُفترض أن تستخدمها الحركة في حرب العصابات المفاجئة ضد القوات في المنطقة.

ونوهت إلى أن هذه المرحلة تهدف إلى منع قادة حماس من تحريك قواتهم أو إرسالها إلى المناطق الآمنة لاحقًا، كما ستُضعف قدرة التنظيم على السيطرة على مقاتليه وتجنيد المزيد، لعدم توفر مساعدات إنسانية تمول مثل هذه الجهود، ولا وجود لبيئة شبابية يمكن التجنيد منها.

وقالت إن مرحلة السيطرة التدريجية على أجزاء من القطاع، مع فصلها جغرافيًا وعملياتيًا عن المناطق الأخرى فوق الأرض وتحتها، يُتوقع أن تستمر عدة أشهر، تليها مرحلة يُبقي فيها الجيش قوات في الميدان لمنع حماس من العودة إلى الميدان، واستنزاف ما تبقى من المقاتلين والبنية التحتية للأنفاق والمباني (بما في ذلك المدارس والمباني العامة) التي يستخدمونها.

اقرأ المزيد: 77 عاماً على النكبة الفلسطينية والمجازر مستمرة