أطباء بلا حدود: قصف مستشفى غزة الأوروبي يوقف آخر مركز لعلاج السرطان في القطاع
وبهذا تكون المستشفيات العاملة في جنوب غزة شبه معدومة، في ظل حاجة ماسة للرعاية المنقذة للحياة وسط تزايد عدد الجرحى والمرضى، ووسط حالة من الاكتظاظ في المرافق الصحية المتبقية.

أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، اليوم الجمعة، أن مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس، الذي يُعد آخر مركز متخصص في علاج مرضى السرطان في قطاع غزة، خرج عن الخدمة نهائيًا بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم 13 مايو/أيار الجاري.
وأكدت المنظمة أن هذا المستشفى كان يمثل شريان الحياة الأخير في نظام صحي بات على وشك الانهيار الكامل، ويعاني من دمار واسع جراء الحصار المستمر والضربات المتكررة.
مستشفى غزة الأوروبي، في خان يونس، آخر مرفق يقدم علاج السرطان في جميع أنحاء القطاع، خارج الخدمة الآن بعد أن قصفته القوات الإسرائيلية في 13 مايو/أيار. وكان هذا أحد آخر شرايين الحياة المتبقية في نظام الرعاية الصحية المدمر في غزة.
مستشفى ناصر المدعوم من منظمة أطباء بلا حدود هو الآن…
— منظمة أطباء بلا حدود (@msf_arabic) May 16, 2025
قصف مزدوج يضرب النظام الصحي في خان يونس
لم يكن مستشفى غزة الأوروبي وحده هو المستهدف في ذلك اليوم، فقد سبقه بساعات قليلة قصف آخر طال مستشفى ناصر، المدعوم من منظمة “أطباء بلا حدود”، وهو المستشفى العام الوحيد المتبقي في خان يونس جنوب القطاع.
وبهذا تكون المستشفيات العاملة في جنوب غزة شبه معدومة، في ظل حاجة ماسة للرعاية المنقذة للحياة وسط تزايد عدد الجرحى والمرضى، ووسط حالة من الاكتظاظ في المرافق الصحية المتبقية.
انهيار خدمات تخصصية حيوية
وفي بيان رسمي صدر أمس الخميس، أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة أن مستشفى غزة الأوروبي أصبح غير قادر على تقديم أي خدمات طبية نتيجة الاستهداف المباشر والمتكرر، مشيرة إلى دمار كبير في البنية التحتية، بما في ذلك خطوط الصرف الصحي، والطرق المؤدية للمستشفى، والأقسام الداخلية.
وأوضح البيان أن المستشفى كان يقدم خدمات تخصصية نادرة وحيوية، مثل جراحة الأعصاب والصدر، ومركز القسطرة القلبية، وجراحات القلب والأوعية الدموية والعيون.
وأشار البيان إلى أن توقّف هذه الخدمات يعني حرمان آلاف المرضى من تلقي العلاج، لا سيما مرضى السرطان، الذين كانوا يعتمدون على المستشفى الأوروبي لمتابعة بروتوكولاتهم العلاجية، بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي في وقت سابق.
تفاصيل صادمة لأثر الاستهداف
أضافت وزارة الصحة أن المستشفى كان يضم:
- 60 سريرًا لمرضى الأورام.
- 28 سريرًا للعناية المركزة.
- 25 سرير طوارئ.
- 12 حضّانة للأطفال.
- 260 سرير مبيت للمرضى.
وأردفت أن هذه الإمكانيات كلها أصبحت خارج الخدمة، وهو ما يُضاعف معاناة الجرحى والمرضى ويعرّض حياتهم للخطر الفوري.
لو كانت هذه اللقطات قد التُقطت في مستشفى مثل مايو كلينك في روتشستر، أو جونز هوبكنز في بالتيمور، أو شارتيه في برلين، أو سانت توماس في لندن، لانقلب العالم رأسًا على عقب، واهتزت العواصم وشُكّلت لجان التحقيق الدولية خلال ساعات.
لكنها المستشفى الأوروبي في غزة، حتى اسمها لم يشفع لها،… pic.twitter.com/mWZ6ntUGLQ
— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) May 14, 2025
القطاع غير صالح للعيش
من جهتها، شددت منظمة “أطباء بلا حدود” على أن الضربات المتكررة للمرافق الصحية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي، وأن الاستهدافات المنهجية تجعل من قطاع غزة مكانًا غير صالح للعيش.
وأضافت “ما تبقى من النظام الصحي في غزة يتعرض للتدمير الممنهج، والناس يكافحون من أجل الحصول على أدنى أشكال الرعاية”.
الجزيرة مباشر