تقديم كتاب بعنوان “إنكار النكبة” ضمن فعاليات معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب

بوينس آيرس – مصدر الإخبارية

ضمن فعاليات احياء الذكرى الـ 77 للنكبة الفلسطينية، شهد المعرض الدولي للكتاب في نسخته التاسعة والأربعين، الذي يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في أميركا اللاتينية، تنظيم فعالية لتقديم كتاب إنكار النكبة: المسألة الفلسطينية والدفاع عن مناهضة الصهيونية، وذلك بحضور القائم بالأعمال في سفارة دولة فلسطين لدى الأرجنتين، المستشار أول رياض الحلبي، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والمناصرين للقضية الفلسطينية.

الكتاب هو عمل جماعي حرّره الباحثان غابرييل سيفينيان وميغيل إيبارلو، وصدر عن دار النشر “كنعان”، بدعم من سفارة دولة فلسطين في الأرجنتين والكرسي الحر للدراسات الفلسطينية إدوارد سعيد، إضافة إلى مؤسسات أكاديمية وثقافية مهتمة بإبراز الرواية الفلسطينية.

في كلمته خلال الفعالية، شدد المستشار أول رياض الحلبي على أن النكبة الفلسطينية عام 1948 لم تكن مجرد لحظة تاريخية، بل مأساة مستمرة في حياة الفلسطينيين تتجدد بأشكال مختلفة حتى اليوم. ووضع الحضور بما تتعرض له فلسطين من عدوان غاشم، لا سيما الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ أكثر من عام وثمانية أشهر، إضافة إلى الاقتحامات اليومية التي تستهدف المخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، بما فيها القدس، مؤكداً أن مشروع اقتلاع الشعب الفلسطيني ما زال قائماً ويتصاعد بوحشية.

ويتناول الكتاب كيفية إنكار أو التقليل من شأن النكبة في بعض الخطابات السياسية والأكاديمية والإعلامية، ويحلل الآليات التي تُستخدم لتبرير تهجير الفلسطينيين وإنكار حقوقهم التاريخية. كما يُبرز من منظور نقدي ومناهض للصهيونية، السياسات التي المستخدمة في الترويج لهذا الإنكار، مثل قانون النكبة الاسرائيلي لعام 2011 الذي يقيّد إحياء ذكراها داخل الأراضي المحتلة.

وشهدت الفعالية مداخلات فكرية مفتوحة شارك فيها مؤلفو الكتاب، حيث تم تبادل الرؤى حول واقع القضية الفلسطينية بعد مرور 77 عامًا على النكبة. واتسم اللقاء بالوعي السياسي والكمات المتضامنة، ودعا إلى تفكيك الخطاب الإنكاري وتعزيز القراءة النقدية للتاريخ والسياسات الاستعمارية التي تستهدف الفلسطينيين.

وفي ختام اللقاء، أعرب الحضور عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، مشددين على أن حماية الذاكرة والدفاع عن العدالة والكرامة جزء لا يتجزأ من النضال ضد سياسات الطمس والإبادة.

ويُعد كتاب “إنكار النكبة” مرجعاً فكرياً هاماً لفهم آليات السيطرة والهيمنة التي تستمر في إنكار حقوق الفلسطينيين، كما يمثل مساهمة معرفية بارزة في ترسيخ الرواية الفلسطينية ضمن الفضاء الثقافي والأكاديمي العالمي.