من شيرين إلى يحيى ونور: الاحتلال يواصل استهداف الصحفيين وسط صمت العدالة الدولية
ومع استمرار حرب الإبادة وعدوان الاحتلال على شعبنا، تستمر آلة القتل الإسرائيلية في استهداف الصحفيين، في إطار حربها على الحقيقة، وسعيها لإخفاء جرائمها.

بعد مرور ثلاث سنوات على جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما زال الجناة طلقاء ومفلتين من العقاب، مواصلين جرائمهم واعتداءاتهم بحق الصحفيين الفلسطينيين.
واستشهدت أبو عاقلة (51 عاما) في 11 أيار/ مايو 2022 عقب استهدافها برصاص قناص من جيش الاحتلال أثناء قيامها بواجبها الصحفي عند أطراف مخيم جنين، حيث كانت ترتدي الخوذة والزي الخاص بالصحفيين الذي يحمل علامة Press.
ومع استمرار حرب الإبادة وعدوان الاحتلال على شعبنا، تستمر آلة القتل الإسرائيلية في استهداف الصحفيين، في إطار حربها على الحقيقة، وسعيها لإخفاء جرائمها.
ووثقت نقابة الصحفيين استشهاد 212 صحفيا وصحفية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، آخرهم الشهيدان يحيى صبيح ونور الدين عبدو، إضافة إلى استشهاد 665 من عائلات الصحفيين خلال استهداف الاحتلال لمنازلهم، وإصابة 178 صحفيا وصحفية بجروح دامية بعضها أدى لبتر أطراف.
وسجلت مؤسسات الأسرى نحو (180) حالة اعتقال واحتجاز بين صفوف الصحفيين منذ بدء العدوان على قطاع غزة. وبحسب نقابة الصحفيين، يواصل الاحتلال حتى اليوم اعتقال 50 صحفيا ممن جرى اعتقالهم بعد بدء العدوان، منهم 20 صحفيا تم تحويلهم إلى الاعتقال الإداري، إضافة إلى (6) آخرين يواصل الاحتلال اعتقالهم قبل السابع من تشرين الأول 2023.
العدالة الغائبة
وأثارت جريمة قتل الصحفية أبو عاقلة، التي تحمل أيضا الجنسية الأميركية، موجة من ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية، المنددة والمطالبة بإجراء تحقيق في ظروف استشهادها ومحاسبة الجناة.
وأكد تحقيق أجرته النيابة العامة الفلسطينية أن استشهاد أبو عاقلة كان باستهداف مباشر من أحد أفراد جيش الاحتلال، وأثبت بالوجه القاطع أن وقت ومكان وقوع الجريمة لم يكن هناك أي مظاهر أو مواجهات مسلحة.
وتضمنت بينات “النيابة العامة” أن التقارير الفنية المتعلقة بالمقذوف الناري المستخرج من رأس الشهيدة أبو عاقلة، كان من عيار 5.56 خارق للدروع، وأطلق من مسافة 170 إلى 180 مترا بمسار إطلاق يتوافق ومكان تمركز قوات الاحتلال.
كما أجريت، تحقيقات أخرى من عدة مؤسسات، كتحقيق من محطة “سي أن أن”، ومؤسسة “الحق” وصحيفة “نيويورك تايمز” وصحيفة “واشنطن بوست”، ووكالة “اسوشييتد برس”، والمجمع البحثي “بيلنغكات”، وجميعها أثبتت أن استهداف جيش الاحتلال لشيرين أبو عاقلة وزملائها الصحفيين كان بنيّة القتل.
وفي 21 أيلول/ سبتمبر 2022، تقدمت نقابة الصحفيين بقضية اغتيال أبو عاقلة، بالإضافة إلى الصحفيين أحمد أبو حسين وياسر مرتجى، للمحكمة الجنائية الدولية، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين. وفي 24 كانون الأول/ ديسمبر 2022، أحالت المحكمة ملف الشكوى إلى مجموعة المعلومات الخاصة بها، وارسلتها لموظفيها المعنيين لمزيد من المراجعة، إلا أنها لم تفتح تحقيقا في القضية حتى الآن.
وتواصل نقابة الصحفيين، جهودها على المستويات والمحافل الدولية القانونية والقضائية كافة، من أجل مقاضاة ومحاسبة قتلة الصحفيين الفلسطينيين، وعدم إفلاتهم من العقاب، مؤكدة أن المجازر الوحشية المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال بشكل ممنهج بحق الصحفيين الفلسطينيين، لقتل شهداء وشهود الحقيقة لن تمر بدون عقاب.
وأوضحت، أن المجزرة الرهيبة بحق الصحافة وبحق الإنسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة تعتبر أكبر وأبشع مجزرة ضد الصحفيين في تاريخ الإعلام بالعالم أجمع.
وأشارت النقابة إلى الجهود الجبارة التي يبذلها الاتحاد الدولي للصحفيين، ومعه كل نقابات، واتحادات الصحفيين الصديقة في العالم، من أجل تحقيق العدالة للصحفيين الفلسطينيين، وذلك من خلال توجهه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بالشراكة مع النقابة لمقاضاة قتلة الصحفيين الفلسطينيين، مطالبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان بضرورة القيام بواجباته القانونية، وفق صلاحياته بسرعة فتح التحقيق بالشكاوى، التي تم تقديمها بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين.
وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”