دلياني: القيم المجتمعية الإسرائيلية تُبيح الإبادة وتُناقض القيم الإنسانية في العصر الحديث
ما يحدث في غزة يكشف عن فشل هذا العالم في حماية أبسط معايير الإنسانية

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال بحق أهلنا في قطاع غزة هي تجلٍ واضح لبنية أيديولوجية مجتمعية إسرائيلية تكرّس نزع الإنسانية عن الفلسطيني والفلسطينية، ولا تعترف بوجود الآخر، بمن في ذلك الأطفال، إلا بوصفه تهديداً يجب القضاء عليه.
وأوضح دلياني أن “ما نشهده هو تعبير عملي عن فلسفة الحكم الإسرائيلي حيث تتحول الإبادة إلى واجب قومي، والتجويع إلى أداة تطهير عرقي، والتضامن مع الضحايا إلى جريمة يُعاقَب عليها سياسياً وإعلامياً”. وأضاف: “حين يعلن وزير في الحكومة الإسرائيلية أن ‘لا بريء في غزة’، فإن هذا لا يُقرأ كتحريض عابر، بل كمؤشر على مستوى الهبوط الأخلاقي في مجتمع يرى في قتل الأطفال مبرراً مسبقاً لا يحتاج إلى مراجعة.”
وأكد دلياني أن “الخطاب الديني-السياسي الذي بات يهيمن على المشهد الإسرائيلي، حيث تُستحضر شخصيات مثل جدعون ويشوع لتبرير الإبادة والهدم الشامل والتهجير، يُعبّر عن وجدان جمعي يقف خلف طائرات تقصف المستشفيات وتحاصر مليون طفل بالجوع.”
وتابع: “دولة الاحتلال التي تتغنى بالحداثة ليست سوى قشرة تقنية تخفي بنية أيديولوجية بدائية تؤمن بأن التفوق الديني يشرعن الإبادة، وأن ما تراه بانه ‘حق إلهي’ يسقط كل منظومات القانون الدولي.”
وشدد دلياني على أن “السكوت الدولي عن هذه الإبادة لا يُفسر فقط بالعجز، بل بالقبول الضمني لمنظومة قيم تتناقض جوهرياً مع المبادئ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. فإذا كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي تمثل ‘العالم المتحضر’، فإن ما يحدث في غزة يكشف عن فشل هذا العالم في حماية أبسط معايير الإنسانية.”