“هآرتس” عن صور أطفال قتلتهم إسرائيل بغزة: الحرب أصبحت نوبة انتقام

الصحيفة قالت في افتتاحيتها إنه "لا يمكن للإسرائيليين غض الطرف عن صور الأطفال القتلى في غزة"..

وكالات – مصدر الإخبارية

قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، الخميس، إن الحرب في قطاع غزة “تحولت منذ زمن إلى نوبة انتقام لا هوادة فيها”، تعليقا على صور أطفال قتلوا في الإبادة الإسرائيلية بالقطاع.

وتحت عنوان “لا يمكننا غض الطرف عن صور الأطفال القتلى في غزة” كتبت الصحيفة في افتتاحيتها: “يمكننا تجاهل عدد القتلى في غزة، أو التشكيك في الأعداد، أو الاعتماد على الإنكار والتبرير. لكن الحقيقة المرة تبقى: إسرائيل قتلتهم. لقد تم هذا بأيدينا”.

ولفتت الصحيفة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي في إسرائيل عادت تعج بالصور والفيديوهات لجثث أطفال في غزة، وآباء يحملون أطفالهم الجرحى، وآخرون يودعون أطفالهم القتلى.

وقالت: “تلك هي الصور التي نغض الطرف عنها كي لا نرى ما اقترفناه. نقول لأنفسنا هم من جلبوا ذلك على أنفسهم، ونستمر في تبرير حرب تحولت منذ زمن إلى نوبة انتقام لا هوادة فيها”.

وأضافت: “الثلاثاء، قتلت القوات الجوية الإسرائيلية تسعة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عامًا. أصابت غارتان جويتان، بفارق ساعات قليلة، مدرسة في مخيم البريج للاجئين، وسط غزة، تؤوي نازحين فلسطينيين”.

وتابعت: “صرح الجيش الإسرائيلي بأن الهدف كان مركز قيادة وسيطرة تابعًا لحماس وأنه اتُخذت خطوات للحد من خطر إيذاء المدنيين غير المتورطين”.

واستطردت: “وسواء اتُخذت هذه الخطوات أم لا، فقد قُتل 32 فلسطينيًا في الغارات، من بينهم تسعة أطفال وأربع نساء على الأقل”.

وفي إشارة إلى صورة لفلسطيني يحمل طفلته التي قتلت في هجوم جوي إسرائيلي في غزة هذا الأسبوع، قالت: “لا نريد أن نرى الفتاة في هذه الصورة. إذا رأيناها، فسنشعر بالذنب. لا نريد أن نشعر بالذنب”.

وقالت الصحيفة: “يمكن للإسرائيليين أن يستمروا في غض الطرف عن أي توثيق يضعهم وجهاً لوجه أمام مشاهد القتل في غزة. ويمكن لوسائل الإعلام أن تستمر في التقصير في واجبها، فلا تكشف للإسرائيليين ما يُرتكب باسمهم وبواسطة أبنائهم”.

وأضافت: “يمكننا أن نستمر في تجاهل عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في القطاع – أكثر من 52 ألفاً، بينهم حوالي 18 ألف طفل- وأن نشكك في مصداقية الأرقام، وأن نستخدم كل آليات القمع والإنكار واللامبالاة والتباعد والتطبيع والتبرير. كل هذا لن يغير الحقيقة المرة: إسرائيل قتلتهم. أيدينا فعلت هذا”.

وتابعت هآرتس: “يجب ألا نحوّل أنظارنا. يجب أن نستيقظ ونصرخ بأعلى صوتنا: أوقفوا الحرب”.

وبالإجمال تمتنع وسائل الإعلام الإسرائيلية، منذ بداية الحرب، عن نشر صور الأطفال والنساء الذين يقتلون في قطاع غزة وتكتفي بنشر صور المنازل والشوارع المدمرة أو صور الطائرات الإسرائيلية وهي تقصف الأحياء.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 171 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.