الضفة الغربية: استمرار العدوان على طولكرم وجنين واعتقالات في مناطق مختلفة من الضفة
ومنذ بدء العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، ارتقى 40 شهيدًا، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم 109، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل المخيم بهدف تغيير معالمه وبنيته، واستمرار منع الدخول أو الوصول إليه.
وحوّل جنود الاحتلال مدرسة الإناث التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”، ثكنة عسكرية، ووضعوا فيها عتادهم وبعض الفراش والطعام وعاثوا في صفوفها وأروقتها فساداً. فيما تصاعدت أعمدة الدخان قرب “مسجد الأسير” في محيط المخيم بعد إشعال الاحتلال النار في تلك المنطقة.
كما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها الكامل لمخيم جنين ومنع الوصول إليه أو عودة النازحين إلى منازلهم، وسط استمرار عمليات التجريف والتدمير داخله بهدف تغيير بنيته ومعالمه. وبحسب تقديرات بلدية جنين فإن قرابة 600 منزل هدمت بشكل كامل في المخيم فيما تضررت بقية المنازل بشكل جزئي وأصبحت غير صالحة للسكن.
كما تسبب الاحتلال بأضرار كبيرة في المنشآت والمنازل والبنية التحتية في مدينة جنين، خاصة في الحيين الشرقي والهدف.
وحاصرت قوات الاحتلال منزلا في بلدة برطعة شمال غرب جنين واعتقلت منه شاباً، بعد تفتيش المنزل وتدمير محتوياته. وكان الاحتلال أغلق حاجز برطعة الذي يعد المنفذ الوحيد لسكان البلدة وقرية طورة إلى بقية أجزاء المحافظة.
وتشهد قرى محافظة جنين اقتحامات شبه يومية مع استمرار العدوان على المدينة والمخيم، حيث تُسجّل تحركات عسكرية يومية في غالبية قرى المحافظة، إلى جانب تواجد دائم لدوريات وآليات الاحتلال.
وتواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية باتجاه المخيم ومحيطه، فيما تشهد المدينة انتشارا يوميا لفرق المشاة في عدة أحياء.
ولا تزال عائلات المخيم، إضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيطها، مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير بلدية جنين إلى أن عدد النازحين من المخيم والمدينة تجاوز 22 ألف نازح.
ويزداد الوضع الاقتصادي في مدينة جنين تدهورا، مع تسجيل خسائر تجارية نتيجة العدوان الذي أدى إلى إغلاق كثير من المحال التجارية، وتراجع حركة التسوق القادمة إلى المدينة، إلى جانب عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية والشوارع، وتضرر عدد كبير من المحلات التجارية، خاصة في الأحياء الغربية، التي تشهد شللًا اقتصاديًا شبه كامل. وتقدر الخسائر بنحو 300 مليون دولار أميركي.
ومنذ بدء العدوان على المدينة والمخيم في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، ارتقى 40 شهيدًا، إلى جانب عشرات الإصابات وحالات الاعتقال.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ102 على التوالي، ولليوم الـ89 على مخيم نور شمس شرق المدينة، في ظل تصعيد ميداني مستمر من مداهمات وتفتيش وهدم للمنازل والبنية التحتية.
وأفادت مراسلة “وفا” بأن قوات الاحتلال انتشرت منذ ساعات الصباح الباكر بشكل مكثف في مخيم نور شمس ومحيطه، وأقامت حواجز عسكرية عند مدخله على شارع نابلس، وفرضت قيودا مشددة على دخول سكان المنازل المهددة بالهدم، تمثلت في التدقيق في الهويات والتفتيش الجسدي والاستجواب الميداني الذي يستغرق وقتا طويلا رغم حصولهم على تنسيق مسبق للدخول.
وكانت سلطات الاحتلال أخطرت، الليلة الماضية، بهدم 15 بناية جديدة في المخيم في ثلاث مناطق، وتضم كل بناية عددا من الشقق السكنية، تعود لعائلات: زهيري، وحصري، وزنديق، وصبح، وصلاح، وأبو خميس، وفاعور، والحج يوسف، وغنايم، وعلي، وفياض، وعيشة وصقر، وأمهلتهم ساعتين لإخلاء منازلهم صباحا، كل منطقة على حدة وفي أوقات مختلفة.
ويأتي هذا التصعيد بعد إخطار الاحتلال يوم الخميس الماضي بهدم 106 بنايات ومنازل في المخيمين، منها (58) بناية في مخيم طولكرم، و(48) منزلا في مخيم نور شمس.
وأعلنت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس أن عدد البنايات والمنازل التي هدمها الاحتلال خلال الثلاثة أيام الماضية فاق 48 بناية ومنزل، توزعت في حارات المنشية والمسلخ والعيادة والجامع، في الوقت الذي تسببت فيه عمليات الهدم في تهجير عشرات العائلات، وسط دمار واسع وشامل طال الممتلكات والبنية التحتية.
وأكدت، أن بعض المنازل هدمها الاحتلال دون إخطار مسبق لأصحابها، ما شكّل صدمة لهم، حيث فوجئوا بالجرافات تقتحم الحارات دون سابق إنذار، والبدء بعمليات الهدم والتدمير.
وفي موازاة ذلك، شهدت المدينة منذ ساعات الصباح الباكر تحركات مكثفة لآليات الاحتلال وهي تجوب الشوارع الرئيسية، وتعترض تحرك المواطنين والمركبات وسط إطلاق أبواق مركباتها بشكل استفزازي ومرورها المتعمد بعكس اتجاه السير.
وتتعرض المدينة ومخيميها “طولكرم ونور شمس” وضواحيها، لحصار خانق، واقتحامات متكررة وسط إطلاق الأعيرة النارية وقنابل الصوت خاصة خلال ساعات الليل، إضافة إلى اعتداءات ممنهجة على منازل المواطنين والبنية التحتية، ما حول المخيمات والأحياء السكنية في بعض مناطق المدينة إلى ثكنات عسكرية، بعد الاستيلاء على المنازل وإخلاء سكانها قسرا.
كما يواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها في محيطها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.
كما تسبب العدوان في حركة نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، وتدمير فاق 400 منزل بشكل كامل و2573 بشكل جزئي إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 960 مواطنا، وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين، إضافة إلى تسجيل 16400 حالة اعتقال، وفق معطيات رسمية.
فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، بلدة قباطية جنوب جنين.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، ونشرت آلياتها في جبل الزكارنة، كما نشرت فرق المشاة في عدد من شوارع البلدة، فيما استولى الجنود على مركبة أحد المواطنين، وسط تحليق للطائرات المسيرة في سماء البلدة.
ويكثف الاحتلال من اقتحام بلدات وقرى محافظة جنين منذ بدء العدوان على مدينة جنين ومخيمها قبل 109 أيام.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، مواطنين اثنين من بلدة إذنا غرب الخليل.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة جورة سالم غرب البلدة، واعتقلت المواطنين: صفوت جهاد طميزي (30 عاما)، ومحمد حسن عواد (44 عاما).
فيما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
وأفاد مصدر محلي لمراسلنا، بأن قوات الاحتلال اقتحمت الخضر، وتمركزت في حارة دار صلاح، وسيرت قواتها الراجلة.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، منشأة زراعية في منطقة “خلة النحلة” قرب قرية واد رحال جنوب بيت لحم.
وأفاد رئيس محلي قروي واد رحال حمدي زيادة لوكالة الانباء الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال هدمت منشأة زراعية وهي عبارة عن “بركس” لتربية المواشي، ودمرت سلاسل حجرية، تعود للمواطن خضر عيسى أبو عاهور، بحجة عدم الترخيص.
يشار إلى أن قوات الاحتلال والمستعمرين صعّدوا في الآونة الأخيرة من اعتداءاتهم على “خلة النحلة”، حيث هدموا غرفا زراعية واستولوا على مساحات من الأراضي ومنعوا أصحابها من الوصول لأراضيهم.
ورصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي، 73 عملية هدم طالت 152 منشأة، بينها 96 منزلاً مأهولاً، و10 غير مأهولة، 34 منشأة زراعية وغيرها، وتركزت في محافظات طوباس بـ 59 منشأة ومحافظة الخليل بهدم 39 منشأة ثم محافظة القدس بهدم 17 منشأة.