لماذا يرفض نتنياهو إعادة الرهائن دفعة واحدة وإنهاء الحرب على غزة؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

لا زال يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقف الحرب على قطاع غزة قبل القضاء على حركة حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين، على الرغم من أن حماس اقترحت تسليم الرهائن كافة مقابل وقف الحرب والانسحاب من القطاع.

وقال نتنياهو إن الحرب على قطاع غزة لن تنتهي قبل القضاء على حركة حماس وإعادة المحتجزين، وأنه وجه الجيش بزيادة الضغط العسكري في غزة.

وتابع أن الجيش “في مرحلة حاسمة من المعركة والمطلوب النفس الطويل لتحقيق الانتصار، ولا خيار لدينا سوى استمرار القتال على وجودنا حتى النصر.

الكاتب والباحث بالشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة، قال إن نتنياهو يرى أن الهدف الرئيسي الذي تعلنه الحكومة الإسرائيلية هو “القضاء التام” على قدرات حماس العسكرية والحكومية في غزة.

وأضاف أبو زبيدة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن أي صفقة تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار قبل تحقيق هذا الهدف (وفقًا لتقييمهم) تعتبر فشلاً أو استسلامًا، وحماس من جانبها، تصر على وقف دائم للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية كشرط أساسي، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع هدف “النصر الكامل” الذي يرفعه نتنياهو.

وبيّن أن المقاومة تريد وقفًا شاملاً ودائمًا للحرب، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم ذوو الأحكام العالية ومن تتهمهم إسرائيل بالمسؤولية عن هجمات دامية، فيما يعتبر نتنياهو وحكومته هذه الشروط غير مقبولة وتشكل تهديدًا أمنيًا مستقبليًا.

وأكد أن الأمر الأهم هو يعتمد بقاء حكومة نتنياهو بشكل كبير على شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف (مثل حزبي الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش و”عوتسما يهوديت” بقيادة إيتمار بن غفير)، هؤلاء الشركاء يرفضون بشدة أي اتفاق لا يحقق “هزيمة ساحقة” لحماس، ويعارضون أي تنازلات كبيرة، ويهددون بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا تم قبول صفقة يعتبرونها “ضعيفة” أو تترك حماس في السلطة أو قادرة على إعادة تسليح نفسها.

ولفت أبو زبيدة إلى أن قبول شروط حماس الأساسية، خاصة وقف الحرب الدائم، هو أمر غير مقبول سياسيًا لهؤلاء الحلفاء.

وتابع أن أهداف نتنياهو من استمرار الحرب تتجاوز مجرد الرد على هجوم 7 أكتوبر، وهي مزيج معقد من الأهداف العسكرية والسياسية والإستراتيجية، مع تداخل كبير بينها: الأهداف العسكرية والأمنية (المعلنة والمحتملة)، وتفكيك حماس الهدف الأكثر إعلانًا هو تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس (أنفاق، منصات صواريخ، مراكز قيادة) وتحييد قادتها وعناصرها المسلحة لمنع تكرار هجمات مماثلة.

بالإضافة إلى إعادة الرهائن بينما تسعى إسرائيل لإعادة الرهائن، يرى نتنياهو أن الضغط العسكري المستمر هو الوسيلة الأكثر فعالية لإرغام حماس على إطلاق سراحهم بشروط مقبولة لإسرائيل (أي ليس ضمن صفقة تنهي الحرب وتترك حماس قوية)، وضمان أمن طويل الأمد منع أي تهديد مستقبلي من غزة، ربما عبر إنشاء مناطق عازلة، أو الحفاظ على حرية العمل العسكري الإسرائيلي داخل القطاع، أو تغيير الواقع الأمني بشكل جذري، واستعادة الردع

وأردف أبو زبيدة أن الأهداف السياسية ذات أهمية قصوى لنتنياهو شخصيًا هو البقاء السياسي هذا يعتبر المحرك الأقوى له وفقًا للعديد من المحللين.

وأشار إلى أن نهاية الحرب قد تعني نهاية حكومته وبدء تحقيقات رسمية قد تنهي مسيرته السياسية، وربما تؤدي إلى انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي (تاريخيًا) إلى أنه قد يخسرها.

الحفاظ على الائتلاف الحكومي: كما ذكر سابقًا، استمرار الحرب والخطاب المتشدد يرضي شركاءه من اليمين المتطرف ويحافظ على تماسك حكومته، التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. أي تنازل كبير قد يؤدي لانهيارها.

ونوه إلى أن نتنياهو يريد محاولة الظهور كقائد قوي وحازم في زمن الحرب، قادر على حماية أمن إسرائيل، لمواجهة الانتقادات الداخلية المتزايدة، ومنع عودة حكم حماس وضمان عدم سيطرتها على غزة في “اليوم التالي” للحرب.

وبين أبو زبيدة أن قرار نتنياهو برفض المقترحات الحالية واستمرار الحرب يبدو مدفوعًا بتقاطع معقد بين الأهداف الأمنية المعلنة، والحاجة الماسة لضمان بقائه السياسي الشخصي من خلال الحفاظ على ائتلافه اليميني المتطرف وتجنب المحاسبة الفورية، بالإضافة إلى رؤية إستراتيجية تهدف إلى تغيير الواقع الأمني والسياسي في غزة بشكل دائم بما يخدم المصالح الإسرائيلية كما يراها هو وحلفاؤه.

واختتم قوله إنه غالبًا ما يُنظر إلى اعتباراته السياسية الداخلية على أنها العامل الأكثر تأثيرًا في قراراته الحالية المتعلقة بالحرب وصفقات التبادل.

مبررات لاستمرار الحرب

قال المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه الأخير الذي يرفض فيه إنهاء الحرب على غزة على الرغم من الضغوطات التي يتعرض لها على مستوى الرأي العام الإسرائيلي خاصة حسب استطلاع الرأي العام الإسرائيلي 70 بالمئة منهم يؤيدون إنهاء الحرب والتواصل لصفقة تطلق سراح الرهائن.

وأضاف أبو سعدة لـ”شبكة مصدر الإخبارية” أن عمليات التمرد التي تحصل الآن في وحدات الاحتياط هناك العديد منهم باتوا يشككون بمبررات استمرار الحرب.

وأكد أن هدف نتنياهو من استمرار الحرب بات واضحًا يعرف بأنه وقف الحرب يعني انهيار الائتلاف الحاكم، وتهديدات سموتيرتش وبن غفير بالخروج من الحكومة والإطاحة بها، ونتنياهو يعلم أن التعهد بإنهاء الحرب يعني سقوط للائتلاف وفتح لجان التحقيق فيما يتعلق بـ7 أكتوبر ونهاية مستقبله السياسي.

وأشار إلى أن نتنياهو دائمًا يبحث عن مبررات استمرار الحرب ويضع اللوم على حركة حماس لأنها لم توافق على المقترحات، ويدرك الطلب من حماس بنزع السلاح ويعلم أن الحركة لم تقبل المقترح.

ورأى أن نتنياهو سيواجه مشكلة خلال الأسبوعين المقبلين، وخاصة مع اجتماعه الأخير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكان واضحًا أن ترامب طلب منه إنهاء الحرب قبل نهاية الشهر الجاري، لأن ترامب سوف سيزور السعودية الشهر القادم، وقد يحاول البحث عن صيغة وقف الحرب بشكل مؤقت.

اقرأ/ي أيضًا: المتحدث باسم نتنياهو: لا يمكن استعادة الأسرى دفعة واحدة من غزة