الضفة الغربية .. استمرار العدوان الإسرائيلي على طولكرم وجنين
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ85، على التوالي، ولليوم الـ72 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، من الاقتحامات، والمداهمات، والتخريب، واعتداء على المواطنين، وممتلكاتهم.
وقالت مراسلتنا، إن آليات الاحتلال انتشرت صباح اليوم في شوارع المدينة، وتمركزت في شارع الحدادين، ونصبت حاجزا طيارا، ومنعت المركبات من المرور من الاتجاهين، ومنعت أصحاب المحلات التجارية من الوقوف خارج محلاتهم التجارية، تحت تهديد السلاح، وسط تمشيط وتفتيش في المنطقة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وكانت قوات الاحتلال قد نشرت بعد منتصف الليل فرق المشاة في شوارع وأحياء المدينة، وتمركزت في الحي الجنوبي، وداهمت مقهى “الشنار”، وأخضعت الشبان الذين كانوا متواجدين داخله للاستجواب والتنكيل، قبل أن تعتقل الشاب أحمد نايفة.
كما تواجدت قوة أخرى في الحي الغربي، وسط تمشيط وتفتيش لكل شيء يتواجد أمامها، واعتقلت الشاب أحمد عرفة من منزله، في محيط مدرسة حلمي حنون بالمنطقة.
وتشهد مدينة طولكرم يوميا تصعيدا في الاقتحامات والاعتقالات، في إطار عدوانها المستمر عليها وعلى مخيميها وضواحيها، ويشمل انتشار الآليات الراجلة والمحمولة في الأحياء الرئيسية منها، ومطاردة الشبان والاعتداء عليهم بالضرب والاعتقال والاحتجاز لساعات طويلة، بعد الاستيلاء على هوياتهم الشخصية وهواتفهم النقالة.
وفي السياق، دوى الليلة الماضية انفجار ضخم في حارة المنشية في مخيم نور شمس شرق المدينة، حيث اشتغلت النيران في احد المنازل عقب الانفجار، أعقبه تصاعد كثيف لألسنة الدخان، في الوقت الذي يعيش المخيم حصارا مشددا، وسط تجريف للشوارع، ومداهمة المنازل، وتهجير سكانها قسرا، وآخرها إجبار عدد من العائلات على إخلاء منازلها شرق ضاحية ذنابة، تحديدا القريبة من جبل النصر في المخيم يوم أمس.
وفي موازاة ذلك، يشهد مخيم طولكرم تواجدا مكثفا لقوات الاحتلال التي تواصل اعمال التجريف والتخريب والتدمير للشوارع المهدمة وممتلكات المواطنين، واغلاق مداخله بالسواتر الترابية والاسلاك الشائكة، في الوقت الذي اصبح خاليا من سكانه بعد تهجيرهم من منازلهم قسرا وتحويلها لثكنات عسكرية.
ويواصل الاحتلال الاستيلاء على منازل ومبان سكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المحاذي له، وتحويلها لثكنات عسكرية بعد اجبار سكانه على إخلائها قسرا، مع تمركز آلياتها وجرافاتها في محيطها.
هذا وأسفر العدوان الإسرائيلي وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، الى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.
كما واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ 91 على التوالي، وسط عمليات تجريف، وإحراق منازل، وتحويل أخرى إلى ثكنات عسكرية.
ويواصل جنود الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية برفقة صهاريج وقود وأخرى مياه من حاجز الجلمة الى محيط مخيم جنين.
وقال رئيس بلدية جنين محمد جرار، خلال اتصال هاتفي مع “وفا”، إن آليات الاحتلال تواصل عمليات هدم المنازل داخل مخيم جنين، وسط تشديد الحصار عليه، ومنع دخول أي جهة، أو شخص إليه.
وأشار إلى أن الطواقم الفنية في البلدية تواصل العمل في محيط المخيم وعلى أطرافه، مع استمرار المحاولات للعمل في المنطقة الغربية، لإصلاح ما دمره الاحتلال من بنية تحتيه، رغم المخاطر المحدقة.
وأكد جرار أن الاحصائيات تشير الى تدمير 600 وحدة سكنية بشكل كامل في المخيم، إضافة الى ان تعرض منازل أخرى إلى تدمير جزئي، ما جعلها غير صالحة للسكن.
وبحسب وزارة الاشغال، فإن العمل جارٍ لتأمين مأوى مؤقت للنازحين في منطقة واد برقين، حيث سيضم في البداية 32 بيتا متنقلا، ويتسع كل بيت لـخمسة أفراد.
من جهته محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريح له، أمس الأحد، إن الجهود متواصلة لحل أزمة النزوح المؤقت في محافظتي جنين وطولكرم، من خلال توفير كرافانات في قطع اراضي قريبة من المخيمات.
وبحسب أبو الرب، فإن عدد النازحين وصل الى 21 ألف نازح، موزعين على عموم المحافظة، حيث يتواجد في المدينة 6 آلاف نازح، فيما يسكن 3200 في سكنات الجامعة العربية الأمريكية، وتستقبل ببدة برقين 4181 نازحا.
واستشهد، مساء أمس الأحد، الشاب سليمان فواز مناصرة (25 عاما)، بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاهه، عند مدخل مستعمرة “حومش” المقامة على أراضي بلدة سيلة الظهر جنوب جنين، وقام باحتجاز جثمانه.
كما أغلق جنود الاحتلال الطريق الواصل بين مدينتي نابلس وجنين ومدخل بلدة بزاريا، بحجة تنفيذ عملية إطلاق نار في المنطقة.
واعتقل جنود الاحتلال، يوم أمس، شابين من بلدة عرابة جنوب جنين، بعد مداهمة منزليهما وتفتيشهما.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي كفر دان واليامون غرب جنين، وانتشرت في أحيائها، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المواطنين، واستهدفت صحفيين اثناء تغطيتهم لعدوان الاحتلال عند أحد مداخل مخيم جنين.
وكانت جرافات الاحتلال قد وضعت سواتر ترابية في محيط مسجد طوالبة عند المدخل الشمالي لمخيم جنين، مع استمرار تحليق الطائرات المسيرة في سماء المدينة والمخيم.
ويواصل جيش الاحتلال تدريباته العسكرية في محيط حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، حيث يطلق الرصاص الحي من وقت إلى آخر في محيط مخيم جنين.
ووصل عدد الشهداء في محافظة جنين منذ بدء العدوان الاسرائيلي على مدينة ومخيم جنين قبل 91 يوما الى 39 شهيدا، وعشرات الإصابات والاعتقالات.