شارع الرشيد.. ممر الموت يخطف أرواح الغزيين ويحول دون لقائهم

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
تتردد سمية النجار في زيادة والدتها المريضة التي تعيش في خان يونس جنوب قطاع غزة، خشية من إغلاق شارع الرشيد الساحلي بشكل مفاجئ وعدم قدرتها العودة إلى منزلها في جباليا شمال القطاع.
تقول سمية لـ”شبكة مصدر الإخبارية”: “نفسي أزور والدتي المريضة بالسرطان عايشة بين نارين خوف من إغلاق شارع الرشيد أو وفاة والدتي دون رؤيتها أو وداعها حتى، هذا القلق ملازمني لا أعرف كيف يمكنني رؤيتها”.
وتضيف: “بحاول أشجع حالي للذهاب إلى الجنوب، بتراجع بعد رؤيتي للأخبار باستهدافات إسرائيلية للمواطنين أثناء تنقلهم من الشمال والجنوب”.
“ممر الموت” هكذا تسميه سمية، تتجنب رؤيته أو المشي من خلاله فتعتبره أكذوبة للاحتلال بأن الشارع آمن للنزوح أو التنقل من خلاله فالكثير يخشون استهدافهم كغيرهم.
ومنذ إعلان استئناف الحرب على قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إغلاق الممر الإنساني على شارع صلاح الدين، موجهًا المواطنين إلى شارع الرشيد (البحر)، كممر مفتوح أمام الانتقال من شمال القطاع إلى جنوبه فقط، سواء مشيًا على الأقدام أو على متن السيارات بين الساعات 09:00 صباحًا و16:00 عصرًا.
أما رأفت أبو لاشين يتنقل بشكل شبه يومي من شمال إلى غزة لجنوبها عبر شارع الرشيد الساحلي، رغم خوفه من إغلاق الشارع، مضطرًا لذلك لأنه يعمل “ديلفري” لنقل الطلبات من المحلات المختصة بالملابس.
يخبرنا رأفت: “بترك عيلتي للذهاب إلى الجنوب لنقل الطلبيات إلى الناس من قبل المحلات، هذا العمل الوحيد الذي أملكه خاصة في الحرب، لا أخاف من الاستهداف ولكن خوفي على أبنائي الأربعة وزوجتي”.
ويشير إلى أنه يتوقع إغلاق شارع الرشيد في أي لحظة، فالاحتلال لا أمان له فهو خاصة بعد تنصله من الالتزام بوقف إطلاق النار وعودته بشكل مفاجئ للحرب.
ويتابع: “رغم أن الاحتلال أعلن بأن الممر آمن إلا أنه حتى في الهدنة يقوم باستهداف المواطنين بشكل مباشر، اضطر لزيادة سرعتي في السواقة خشية من أية استهدافات، وعملي كله توتر وقلق وخوف فأصبحت أعاني من هوس الموت وترك العائلة وحيدة”.
وفي 13 تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023، أرغم جيش الاحتلال الإسرائيلي أهالي غزة والشمال، بالنزوح نحو الجنوب، ونزح أكثر من مليون نسمة تبعًا لوكالة الأمم المتحدة، فيما رفض عملية الإخلاء نحو 700 ألف آخرين، وفقًا لجهاز الإحصاء الفلسطيني.
وسُمي حاجز نتساريم على مستوطنة كانت مقامة قبل عام 2005، وأنشئت في العام 1972، وانسحب منها في 2005؛ لتتحول إلى منطقة زراعية بها بعض المنشآت.
وعاد جيش الاحتلال إلى نتساريم منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وأنشأ الممر الفاصل الذي فصل غزة وشمالها عن الجنوب، حيث جرف الجيش مساحات كبيرة محيطة بنتساريم.
ووضعَ قاعدة عسكرية للجنود تمنع الحركة بين الشمال والجنوب، ومن يفكر بالعودة إلى الشمال واجتياز الحاجز يقتله الجيش الإسرائيلي المتمركز على الحاجز.
ولا زال هناك المئات في قائمة المفقودين بعد نزوحهم من الشمال إلى الجنوب، بعد إلقاء الاحتلال مناشير تطلب من الأهالي إخلاء منازلهم والتوجه جنوبًا.
اقرأ/ي أيضًا: محور ميراج.. ما هي نية إسرائيل حياله وكيف سيغير مصير وقف الحرب؟